** يجيئني الصوت الذي أدمنت , يسألني عن سر الغرق ؟! ما زال القارب «يرفس ويركل ويفحط» تحت الماء , وكأنه يردد أغنية العندليب «اني أغرق أغرق أغرق» . ** في صوته ارتعاش هائل , ربما تجسد في ثرثرة عشاقه , وبقي هو .. صامتا عن الكلام وعن الفرح لأكثر من عشر سنوات .. فلم يعد ذلك المغامر الذي وصل لميناء «ساوبالو» كأول الواصلين العرب في شبه الجزيرة العربية من أجل لقاء معشوقته هناك.. ولم يعد ذلك الفارس الذي حاول استعادة ذكرى العرب والأندلس مع الأسبان في أولى مواجهات الجزيرة العربية مع العملاق ريال مدريد ..!! ** تحدثت معه .. أو خيل لي أنني أتحدث معه .. تلفت في كل الزوايا .. وكل الأماكن .. وكل المحطات التي كانت هنا .. أكرر كانت هنا لكنها غادرت بمبدأ «ومن الحب ما قتل» . ** يتمدد هذا النصر في زواياه , وتهرب شمسه كوجه نعجز عن تفسير ملامحه .. فهناك من يصر على رسم التجاعيد فيه وهناك من يصر على تفتيت الأشياء كل الأشياء في مسيرته .. وهناك من يحرض على استدعاء التفاصيل من أجل اتساع الهوة لكل ما يحيط به !! يقول نزار قباني بصوت العندليب «من حاول فك ضفائرها مفقود مفقود مفقود يا ولدي» وتبدو الكلمات غير بعيدة في محطة النصر , فكل من أراد أن يحمل بيرقه هاجموه .. وكل من حاول فك طلاسم هذا المعشوق اتهموه بالتخريب .. وكل من انتقد وحاول الإصلاح أصبح منبوذا .. يا له من «نصر» كل جمالياته تم ترحيلها ومصادرتها ..!! ** يعيبون على الآخرين بصناعة "نجوم من ورق".. وهم الأولى بهذه الصناعة .. فبعد اعتزال الأسمراني .. ورحيل الموسيقار .. والكوبرا .. والمطلق وبقية النجوم .. حفروا في الصخر من أجل «نجم الشباك» .. أوصلوا أنصاف النجوم للقمة .. وتغنوا بلاعبين لم يقدموا للنصر سوى الشوك في طريقه ولم يحملوا ولو لمرة واحدة وردة في أيديهم أو في أقدامهم لنصرهم .. هللوا لنجم مباراة .. وهدف «بالعافية» من أجل أن يستعيدوا ماضيهم مع ماجد والهريفي والجمعان , ولكنهم اكتشفوا الوهم الذي كانوا يعيشون فيه من الدحيدح إلى الحارثي قبل انتقال الأخير للهلال ..!! ** متى تستوعب بعض جماهير النصر .. ان ما يبذله رئيسهم فيصل بن تركي لن يجدوه في جيب غيره .. ولن يجدوا داعما مثله .. فمتى يصمت الصوت المعارض ؟ ومتى تنصت آذان الجماهير الصفراء التي تعودت على الثرثرة أكثر من الاستماع .. يا ليتهم يصمتوا وينصتوا حتى يعود النصر اسما على مسمى ..!! ** لقد قدم النصر مواجهة غنية وثرية أمام الشباب .. تعيد العربة للسكة .. رغم الخسارة .. وقدم لاعبوه فاصلا مهاريا جيدا .. نستشف منه روح كرة القدم الغائبة عن أقدامهم لفترة ليست بسيطة من الزمن .. والمطلوب ليس رفع الصوت من قبل الجماهير الصفراء .. أو الدخول في معترك ظلم الصافرة من قبل شرفييه .. بل المطلوب هو أخذ محطة الشباب بداية لتصحيح الأوضاع الميدانية .. بعيدا عن الصخب المتكرر بمظلومية الفريق .. حتى لا يتكرر السيناريو المعتاد ..!!