أكدت المستويات المتواضعة للمنتخبات الخليجية التي واجهت يعضها في الجولة الأولي من التصفيات المؤهلة لكأس العالم أنها (تعاني) من أزمة فنية وأقصد بالأزمة الفنية تواضع قدرات اللاعبين فمعظم المنتخبات الخليجية (عجزت) عن تعويض رحيل النجوم فالكويت مثلا والتي حققت الفوز الوحيد والتي تعتبر الأفضل فنيا (لا) يوجد ضمن صفوفها عناصر مؤثرة ومميزة تعيد ذكريات الجيل الذهبي الذي صنع أمجاد الكرة الكويتية وجعلت المنتخب الأزرق الشقيق يتربع علي عرش الكرة القارية ويبلغ المونديال العالمي ولهذا لن يكون الأمر مفاجئا إذا ما غابت الكويت ومعها بقية المنتخبات الخليجية عن التواجد في المحفل العالمي في البرازيل أعتقد أن تدهور كرة القدم في منطقة الخليج وغياب النجوم يعود لأسباب أربعة (أولا) الاحتراف (الأعرج) المطبق بصورة خاطئة و(الثاني) أسلوب منح الجنسية المتبع في بعض الدول الشقيقة حيث يحصل عدد من اللاعبين أصحاب المستويات الهابطة علي الجنسية من دون أن تكون هناك فائدة فنية مرجوة منهم و(الثالث) كثرة تواجد العناصر الأجنبية في المسابقات المحلية فأربعة لاعبين أجانب في كل فريق عدد مرتفع ويعطل منح النجوم الصاعدة الفرصة الكافية التي تساعد في صقل موهبتهم و(الرابع) كثرة طرد المدربين لتبرير الخسارة هذه الأسباب الأربعة جعلت الكرة الخليجية تتأخر وتتراجع وتنهار وتدخل في أزمة كروية عميقة بل أزمة طاحنة. المنتخبات الخليجية بمستواها الحالي وبالعناصر الموجودة ضمن صفوفها (لا) تستطيع مقارعة كوريا الجنوبية واليابان واستراليا وحتى إيران في الأدوار الحاسمة فالفارق الفني واضح ولا يحتاج إلى إشارة فالكرة في هذه البلدان متطورة بفضل الخطط والاحتراف الخارجي فكثير من النجوم محترفة في الملاعب الأوربية وغيرها من الملاعب في الوقت الذي فشلت (معظم) الدول الخليجية في إيجاد مكان لعناصرها الدولية في الميادين العالمية باستثناء بعض اللاعبين العمانيين وفي مقدمتهم الحارس الخلوق علي الحبسي المحترف في نادي (ويغان) الانجليزي وهذه حالة نادرة والحالات النادرة ليست مقياسا. إن علي صناع القرار في الاتحادات الخليجية لكرة القدم مسؤولية كبري في هذا التدهور الخطير لكرة القدم ودخولها في(أزمة) طاحنة فرغم الأموال الهائلة التي تصرف في شراء عقود اللاعبين وإحضار المدربين وإنشاء الملاعب (ألا) أن ذلك لم يساعد علي ارتفاع المستوي بل كان التراجع كبيرا وملحوظا ولهذا أتمني صادقا من رؤساء اتحادات كرة القدم في منطقتنا تكليف (خبراء) يكونون علي قدر كبير من المسؤولية لدراسة أسباب هذا التدهور الظاهر والمشاهد للجميع لإعادة الكرة الخليجية للمقدمة لمنافسة اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا منافسة (دائمة) وليس البحث عن فوز عابر فتنهال عبارات المديح المؤقتة على المدرب واللاعبين والإداريين ثم تتبدل اللغة مع أول خسارة فنطالب بطرد المدرب وأعتقد أننا إذا استطعنا تصحيح الأخطاء سيكون لنا مكان في كأس العالم في روسيا عام (2018) لأن فرصة التواجد في البرازيل (2014) تبدو صعبة علي معظم المنتخبات الخليجية لتواضع قدرات اللاعبين الذين فشلوا في تعويض غياب النجوم المعتزلة.