رتبط احترام الآخرين باحترام النفس.. والاحترام مرتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بتوفر قيم الكرامة الإنسانية. فبعد أن سقط وتفكك (ميثاق الشرف الرياضي) فإن جهوداً مشتركة مطلوبة من الجميع يجب أن تتوفر كي تتحقق مبادئ وقيم ومضامين وأهداف حملة (الاحترام) من أجل رياضة نظيفة ومنافساتها شريفة يجب أن تسود أيضاً داخل مجتمعنا الرياضي. وتأتي حملة (الاحترام) التي أعلن عنها مؤخراً الأمير نواف بن فيصل بن فهد في سياق مشاريع (التغيير) الكثيرة التي يقودها أمير الشباب. في المقابل ما هي حدود الثقة وضمانات الالتزام التي يمكن أن توفر الحد الأدنى من نجاح حملة (الاحترام) وهي الموجهة تحديداً إلى (بعض) رؤساء الأندية و(بعض) الإداريين وهم أنفسهم (بكل أسف) من مزقوا (ميثاق الشرف الرياضي) والذي كان مطلوباً أن تتحقق أهدافه ولو بالحد الأدنى! و(الاحترام) المعني هنا.. هو احترام الرياضيين لأنفسهم.. ولمواقعهم الاجتماعية ومسؤولياتهم.. واحترام (كرامات) الآخرين ومشاعرهم وخصوصياتهم.. والأكثر أهمية ألا يعتبر ممن يجيدون القفز على المعاني والألفاظ والمضامين أن (الاحترام) مجرد (شعار) قادرين على تمزيقه مثلما مزقوا (ميثاق الشرف الرياضي).. بل يجب أن يعرف كل هؤلاء أن (الالتزام) هو (قيمة إنسانية).. وأولى خطوات تعميق هذا المفهوم أن يحترم الإنسان نفسه وموقعه ومسؤوليته. لقد (ذبحونا) البعض فيما يسمونه بين حين وآخر (ثقافة مجتمع) حتى يمهدوا الطريق إلى (تمريرات بينية) ويخترقون من خلالها نسيج هذا المجتمع الرياضي المترابط والمتماسك.. وفي نفس السياق استسهل (البعض) تقديم (المواعظ المجانية) للناس دون أن يبدؤوا بأنفسهم.. ويحاكموا أنفسهم قبل أن يحاكمهم الآخرون. والأهم أن حملة (الاحترام) من أهدافها المحافظة على كرامات الناس وحقوقهم!! والأكثر أهمية أن نتفاعل كمجتمع رياضي مع حملة (الاحترام) كقيمة إنسانية والتي يريد الأمير نواف بن فيصل بن فهد تحويلها إلى واقع على الأرض خلال منافساتنا الرياضية. فالاحترام (أيضاً) هو جزء من سلوك ومكونات الفرد الشخصية! وما دام (الاحترام) بهذه المضامين الجميلة لماذا لا نكون جميعاً شركاء في تكريس وتعميق مثل هذه القيم الإنسانية داخل مجتمعنا الرياضي.. وداخل منافساتنا الرياضية.. وأن نتجاوز كثيراً من الطروحات الموغلة بالكراهية؟ لماذا لا نقدم أنفسنا كرياضيين إلى بقية الناس وشرائح المجتمع الأخرى بصورة جميلة ونعمق مفاهيم أجمل بأن (الرياضة تجمعنا) و(المنافسات تقوينا) و(الاحترام شعارنا)؟ و(الاحترام) بمعاني ومفاهيم أخرى أن تحترم حق الآخرين في الحوار والاختلاف والتعبير والتفكير.. حين يكون (الاحترام) أيضاً (سلوك) و(تربية). بهذه الرؤية نستطيع أن نتقدم خطوات إيجابية للأمام نتعاطى من خلالها الشأن الرياضي بعدالة وإنصاف واحترام وروح رياضية عالية تعكس تفكيرنا وثقافتنا. و(مضة) الكرم ليس فيما أعطيه لأصدقائي مما يستحقونه بل فيما آخذه منهم لأعطيه الآخرين.