نهضة الأمم والشعوب لا تتحقق... فحسب بتنمية الموارد وزيادة الدخل القومي وإنما أيضاً ببناء الإنسان وتنميةوعيه الثقافي علماً ومعرفةوسلوكيات. * الإنسان المثقف واسع الأفق واضح الرؤية محدد الأهداف لهذا فهو أ كثر قدرة على الانضباط والتحكم في غرائزه ومقاومة إغراءات الانحراف.... ولديه من الدوافع ما يكفي لإجادة العمل واتقانه واستيعاب متغيراته وتطوراته.. ولديه القدرة على التضحيحة.. بأهدافه الخاصة ومصلحته الفردية من أجل صالح الجماعة.. لهذا فالمثقف الواعي... رافد من روافد التقدم والتطور ودعامة أساسية من دعامات الأمن والاستقرار في المجتمعات الإنسانية. * ماذا نعني.. بكلمة ثقافة.. هناك ما يزيد على ثلاثمئة تعريف لمعنى الثقافة... ولكن التعريف الأشهر بين تلك التعريفات.. هو تعريف (تايلور) الذي يجمع فيه بين المعرفة والمعتقد والفن والأخلاق والقانون والعادات وأي قدرات أو مهارات أخرى يكتسبها الإنسان بشكل فردي...... وهناك إجماع في كل التعريفات على أن (ثقافة الجماعة) هي مجموعة المعارف والقيم الأخلاقية التي تتجلى في سلوكيات هذه الجماعة... وهذا يعني بأن الثقافة إلى جانب أنها معرفة ومجموعة قدرات فهي أيضاً قيم وسلوكيات... وهذا يعني بأن القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد ثقافة..... العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان ثقافة. الانضباط واحترام النظم والقوانين.... ثقافة. المحافظة على المرافق العامة والمال العام... ثقافة. الأمانة والإخلاص وإجادة العمل... ثقافة. حب الوطن... والتضحية من أجله... ثقافة. * وللثقافة روافدها التي من خلالها يتشكل الوعي الثقافي للإنسان.. على رأسها المعتقد... ومن ثم الآداب والإنسانيات والفنون الراقية. والسينما والمسرح والموسيقى والرسم وغير ذلك من أشكال الإبداع الإنساني... السائدة في هذا العصر. * نحن نعيش في عصر بات فيه مصير الأمم والشعوب رهناً بإبداع وثقافة أبنائها... لهذا من الواجب علينا الاهتمام بالدعم المادي والمعنوي لروافد الثقافة التي تسهم في تقديم المنتج الثقافي والإبداعي... سواءً كانت هذه مؤسسات أجهزة حكومية أو خاصة. * ولن ننجح في هذا... إلا إذا تأصل فينا... أفراداً وجماعات ومسؤولين فهم عميق ومتأن لدور الثقافة ومضامينها الإنسانية في ترسيخ مبادئ العدل والمساواة وتعميق مشاعر الحب والانتماء للوطن.. وتوطيد الأمن والاستقرار والتمهيد المستمر لدوافع البناء والرقي والرفاه... وهذا هو دور الثقافة وهذه هي أهميتها.