• الشهرة والمجد والريادة في عالم الإبداع وحياة المبدعين، في أي مجال من مجالات الحياة عامة، والمجالات الجماهيرة كالمجال الرياضي خاصة، ولعبة كرة القدم على وجه التحديد، بقدر ما هي محصلة مستحقة ومشروعة؛ نظير قدرات وملكات عالية المستوى واستثنائية التفعيل والجد والإجادة، إلا أنها قد تتحول بكل أسف في حياة هذا المبدع أو ذاك من نعمة مستحقة إلى نقمة جائرة ومجحفة جراء ما تصاب به من قبل رواد الإحباط والإساءة والقمع لكل ما هو متوهج ومبهر، لغايات بخسة، وبأساليب هوجاء، كل همهم النيل والأذى والخلاص من هذا أو ذاك من المبدعين، دون أي اكتراث لعواقب الأمور، أو لما يعنيه تغييب إبداع ووأد مبدع من فقد يضر بالصالح العام، إنها الأنا في قمة استفحالها وأسقامها، هي من يطغى على سلوك أعداء الإبداع، فهم آفته في أي مجال يبتلى بأحقادهم. ** ولا يمكن أن نجد دليلا أكثر وضوحا على حقيقة ما ذكر كمعاناة نجم نجوم العالم في كرة القدم «ليونيل ميسي»، فما ذنب هذا المبدع حتى يبلغ به الأسى والمرارة والحسرة حد الانكسار والبكاء أمام العالم في بطولة أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لكرة القدم، وما ذنبه حتى يحمل إزر منتخب بأكمله، وسهام جماهير يتخللهم مثل الصنف المذكور من رواد الإحباط والقمع؟! ** إلا أن الإنصاف وبعض العزاء لهذا المبدع يتمثل في ذلك التحذير الذي صرح به رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم «خوليو غرو ندونا» والذي جاء فيه بأن النجم ليونيل ميسي قد يقرر ترك المنتخب إذا استمر الرأي العام ورجال الإعلام في انتقاده، وحذر جديا بأن ميسي قد يعلن اعتزاله اللعب دوليا، ثم أوضح بأن الأرجنتين تريد تحطيمه، لقد ولد ميسي في مدينة روزاريو، وعاش ولعب هناك وقد عانى من مشكلة نمو، وتابع مسيرته، ووجد مكانا آمنا في برشلونة، حيث تمت العناية به كما لو أنه ولد هناك، وعلى الرغم من ذلك كله رفض تمثيل المنتخب الإسباني؛ لأنه يريد الدفاع عن ألوان الأرجنتين، يتعين علينا أن نتأمل هذا الأمر مليا). إنصاف مستحق، وشفافية واضحة من المسؤول الأول في الاتحاد الأرجنتيني، وتعرية فاضحة لما يحاك من غاية بخسة، بحق هذا المبدع الأرجنتين تريد تحطيمه . ** أما المبدع ميسي، فقد دفعه ضيم ذوي القربى لإعلان الحقيقة مقرونة بما تتكئ عليه من أسس مهمة، بل هي بمثابة «الوصفة» الناجعة لأهم مفاتيح التفوق. حيث قال: من الخطأ مقارنة منتخب بلاد الأرجنتين بناديه الإسباني برشلونة الذي يعمل كوحدة واحدة منذ فترة أطول!!!، والله من وراء القصد.