لاشك أن الوصول والمشاركة في مونديال البرازيل هو أمنية كل مسؤول ولاعب ومشجع للكرة السعودية على اعتبار أن كأس العالم هو قمة الكرة العالمية فنياً وإعلامياً، لكن من الصعب أن تجعل من التأهل لكأس العالم هو طموحنا الوحيد وإذا لم يتحقق نهدم كل شيء، وكأن الدنيا انتهت.. نريدها هذه المرة وصولاً قوياً ومؤثراً كما حدث في مونديال 94م قبل تطبيق الاحتراف ولا نريدها مشاركة شرفية كما حدث في مونديالات 98م و 2002م و 2006م، من حقنا أن نبذل الجهد والعطاء من أجل ذلك ولكن ليس كل مجتهد مصيب. خطوة الألف ميل نحو مونديال الحلم في البرازيل.. حلم الكرة السعودية يبدأ اليوم السبت بمواجهة هونج كونج في الشرقية وإذا كنا نخشى مواجهة هذا المنتخب المغمور فإن علينا أن ننسى كأس العالم من الآن لأن كأس العالم للشجعان فقط، والجميع شاهد مؤخراً مباريات كوبا أمريكا وكيف سقطت البرازيل والأرجنتين على يد الأوروجواي والبارجواي.. مشوار الألف ميل يبدأ اليوم بخطوة هونج كونج وخسارة المنتخب السعودي للكأس الرباعية في الأردن جاءت بسبب أن الكرة الكويتية مستقرة فنياً أكثر من الكرة السعودية، وأتمنى أن يكون التعاقد مع الهولندي ريكارد هو بداية الاستقرار الفني والذي ينشده الأمير نواف بن فيصل الشاب الطموح للذهاب بالكرة السعودية بعيداً، وفي هذا الصدد فإن تطور المنتخب السعودي الأول يبدأ من تطوير المسابقات المحلية وبطولات الفئات السنية، وبالمناسبة سعدت كثيراً بفوز المنتخب السعودي للشباب الرديف في المغرب على مصر على يد المدرب الوطني (فيصل البدين) الذي يستحق الإشادة لأن مدرباً وطنياً نجح على أرض الواقع وتفرغ للعمل وليس بالثرثرة ومدح النفس في القنوات الفضائية، لأن التدريب عمل وليس كلاماً فقط. أما أكثر ما أثار دهشتي في معسكر المنتخب السعودي في الشرقية وقبل وبعد الدورة الرباعية في الأردن هو كثرة الإصابات بين اللاعبين بداعي الإرهاق، ولا أدري لماذا لم تظهر هذه الإصابات وهذا الإرهاق عندما كان يشارك نفس هؤلاء النجوم مع فرقهم في الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد وفي البطولات الآسيوية؟ وأتمنى ألا يخرج علينا أحد ويزايد علينا في الوطنية أو شعارات أخرى خاصة وأن هناك لاعبين شاركوا أنديتهم في مباريات مهمة بعد إصرارهم على الحقن بإبر التخدير الموضعي حرصاً منهم على مشاركة فرقهم وهم معروفون بالأسماء وسوف أكشفهم إذا احتاج الأمر لذلك.. المنتخب أهم من الأندية وهو الأحق بالعطاء والإخلاص، ومن ليس فيه خير لبلده فلا خير فيه لأحد.. ووطن لا نستطيع أن ندافع عنه لا نستحق أن نعيش فيه.