تجاوز الخصم مهما كانت صفته مهم في رحلة العودة التي نريدها لمنتخبنا، بعد كم وافر من الإحباط خلال السنوات الأخيرة. ورغم أن الخصم هو هونج كونج الذي نلعب معه للمرة الأولى في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان التوجس عاما من واقع الأخضر وليس من احتمالية أن يفعل الخصم شيئا يعيدنا إلى حالة عدم الاتزان، وحتى والكثير يعلق على أن الفرحة التي أعقبت المباراة مبالغ بها لأن الخصم هو هونج كونج كنت أجد أننا يجب أن نفرح ونؤيد الفرح للمنتخب، ونصفق لتلك الروح المختلفة التي كان عليها اللاعبون من خلال تعاونهم وحرصهم على بعضهم، وكنت أشعر بذلك من خلال تفاهماتهم الجانبية التي كان آخرها انطلاقهم للمدرب المؤقت بدعوة من نور المنتخب لحمله وشكره على ما قدمه. هنا لن نقول إننا حققنا شيئا مميز في الملعب، فالفريق يحتاج إلى عمل، واللاعب الذي شارك يحتاج إلى راحة قبل أن يبدأ العمل الجديد، ولكن الذي نطالب به هو أن تستمر الروح العالية للفريق الواحد من خلال الدعم للجميع، وعدم الاختيار والانتقاء في تحويل بوصلة النقد والمدح، فالهدف الذي نريده هو ألا يأتي من يقول فرحتكم مبالغ فيها بالفوز على فريق أقل من عادي، بل نريد من يقول اختلف التعاطي مع نجومكم فأصبحت العودة إلى المونديال ثمنا يستحقه العاشق لمنتخب بلاده. اليوم رحلة الحلم المنتخب الحلم كما يجب أن نطلق عليه ينطلق اليوم في أول مبارياته أمام كرواتيا في نهائيات كأس العالم في كولومبيا، فالفريق الشاب الذي تعرض عدد من لاعبيه إلى إصابات قادر أن يعيد الوهج للكرة السعودية، فالصقور الصغار هم مستقبل الكرة المحلية والقادرون على أن يعيدوا في السنوات المقبلة تقييم كرتنا كما يجب، حتى وإن لم تأت النتائج كما لا نريد لا بد من تقييم دقيق. تعاون تركيا من خلال التقارير وبرنامج مباشر على «الرياضية» السعودية يسير الفريق التعاوني نحو هدف الإعداد كما يجب، رغم الحاجة إلى متوسطي دفاع كما ذكرت قبل شهر. ولكن هنا وبعيدا عن الجو الذي يميز التعاونيين، هناك عمل خفي من أجل أن تحدث انقسامات بين التعاونيين خصوصا في المنتديات فالتنبه لما يحدث ضرورة يجب أن يدركها التعاونيون الذين كان تكاتفهم الموسم الماضي مضرب المثل، وأنتج فريقا كان من بين المتقدمين في المراكز، وحضورا جماهيريا جعله بين الخمسة الأوائل.