ماذا يحدث في نادي النصر؟ وهل صحيح أن الأمير ممدوح بن عبدالرحمن يقود حملة لإسقاط الأمير فيصل بن تركي من كرسي الرئاسة؟ وهل كان الأخير يرد على الأول عندما أكد من وراء البحار: ( سوف أكمل فترتي الرئاسية، وقد أترشح لفترة أخرى) وبعبارة أخرى: (قاعد على قلوبكم)! وماذا يعني دخول الأمير جلوي بن سعود على خط قضية ماجد عبدالله؟ العارفون ببواطن الأمور يقولون إن روائح الانتقام بدأت تفوح في البيت الأصفر، لقد انتهت الحرب بالوكالة، وبدأت الحرب بالأصالة. ورغم أن النصر أحوج ما يكون في هذه المرحلة للتهدئة لا التصعيد، لتبريد الأجواء لا تسخينها، لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء لازيادة شقة الخلاف، لكن يبدو أن رئيس النصر اختار أخيرا مواجهة خصومه، وهو الذي لطالما تحاشى ذلك، فقد أرسل من مشفاه في أمريكيا تحذيرات شديدة اللهجة، واتهم جهات وأطرافا بالتآمر عليه وعلى إدارته، وتوعد بكشف أسماء من يحاولون زعزعة استقرار النادي قريبا، وهو اتهم ضمنا ماجد عبد الله وعضو الشرف عبد العزيز العمري بالمشاركة في التآمر عليه من خلال تساؤله الذي وجهه لمحاوره في برنامج (كورة) تركي العجمة: (هل تعتقد أنها مصادفة أن تطرح هاتين القضيتين الآن؟) يقصد قضية حقوق ماجد من مهرجان اعتزاله، وحقوق العمري من عقد المحترف التون، ملمحا بإن ظهورهما في هذا الوقت ليس بريئا، استياء الأمير من تصريحات ماجد كان واضحا، لكنه فضل كتمانه إلى أجل غير معلوم. أعتقد أن رئيس النصر يجازف كثيرا إن هو فتح جبهة مع ماجد عبد الله تحديدا، ففضلا عن كون الأخير صاحب حق، فإن الشعبية الجارفة للأسطورة في مدرجات النصر تعني حكما أن المعركة معه خاسرة وأنصح رئيس النصر أن يتجنب خوضها حتى لا يضعف موقفه أكثر مما هو عليه الآن، وقد يجد الأمير فيصل بن تركي أن معركة مع الخصم اللدود الأمير ممدوح ستكون أقل كلفة، وأكثر فائدة لجهة تصدير أزمة الإدارة وتخفيف الضغوط عنها، فعلى الأقل سيكسب تعاطف أعداد كبيرة من جمهور النصر ممن لديهم تحفظات كثيرة على الأمير ممدوح، ثمة من يقول إن المعركة بدأت فعلا، وإن ما تشهده المنتديات النصراوية ليس إلا رأس جبل الجليد! لكن على رئيس النصر أن يكون حذرا، فلا أحد يقبل أن يُصم كل من ينتقد الإدارة أو يطرح قضية مطلبية عادلة بتهمة التآمر، ومن الخطأ الفادح أن يتم تصنيف كل انتقاد على أنه من عمل المتآمرين، ولو صح ذلك فيمكن القول إن غالبية النصراويين يتآمرون على إدارة فيصل بن تركي، وبالطبع هذا ليس صحيحا. الصحيح هو أن إدارة النصر أخفقت في هذا الموسم بعد أن ارتكبت سلسلة متراكمة من الأخطاء، والأمير فيصل اعترف بوقوع أخطاء، ومن الطبيعي، بل من الواجب، أن يتعرض هو وإدارته للنقد من شريحة واسعة من النصراويين، وعلى رئيس النصر أن يعود نفسه على سماع النقد واللوم، بعد أن سمع ما يكفي وزيادة من المديح والتصفيق المبالغ فيه معظم الأوقات.