كل ما حدث كان متوقعا ً , فقراءة العنوان الذي تتلوه الأيام كل صباح على مسامع النصراويين , كانت تدل على موت كل أمانيهم , نتيجة إجتهادات إدارية غير موفقة .. إنهيارات متتابعة , نتيجة أخطاء إدارية و فنية مميتة , أودت بالنصر إلى خارج المربع , و الحرمان من بطولة أسيا للموسم القادم , و ستقصيه عن مساره في بطولة أسيا الحالية , ما لم تقم غرفة عمليات خلال ( 24 ساعة ) تتخذ فيها قررات تصحيحية , تعيد النصر للمسار , و تطفىء نار الغضب التي أشتعلت في كل مربع بمدرج الشمس , لعل محاولات الإنقاذ تأتي بالمعجزة لهذه الجماهيره المقهورة , التي أصابها الإحباط و إنهارت كل امانيها نتيجة المكابرة و التخبط و التفرد بالقرار , و الدفاع بإستماتة تستفز الحليم عن الأخطاء و مرتكبيها , و التي كان أخرها إنشغال الإدارة طيلة أسبوع مباراة الإتحاد , بمقابلة ماجد عبدالله مع أحدى الصحف , حتى نجحوا في حجب هذه المقابلة , التي كشف فيها عملاق أسيا عن كل شيء ..!! غرفة العمليات مطالبة بالدخول في صراع مع الموت التام لإنقاذ أمال هذا الموسم , كمحاولة لإنتزاع النصر من بين براثنه على طريقة ( لعل و عسى ) على أن تكون مبنية هذه ال ( عل و عسى ) على تضحيات من رجالات و أبناء النصر , و أن تكون شجاعة و جريئة حتى و لو تطلب التصحيح التضحية بكل معيق بلا حسابات معينة , فالنصر اكبر من الجميع .. النصر يحتاج إلى عزل الفريق عن حالة الغضب الجماهيري المحيطة به , و ذلك بإقامة معسكر مغلق في منطقة غير مدينة الرياض ذات الكثافة الجماهيرية الكبيرة , و بكل تأكيد أن جماهير الشمس ستكون خير معين على ذلك .. عزل مدرب الفريق , بالرغم من أنني ضد مثل هذه القرارات , و لكن واقع المرحلة يتطلب ذلك , و إستبداله بأحد خيارين , إما يوسف خميس و علي كميخ , و إما مدرب الناشئين و جهازه المعاون .. عزل مدير الكرة ( حتى لو مؤقتا ً ) , و إسناد المهمة لمدير الفريق الصامت / سالم العثمان , الذي نجح نجاحا ُ كبيرا خلال الفترة التي تولى فيها إدارة الأمور الإدارية مع المدرب الصارم زنجا .. أما إبقاء الأمور على ما هي عليه , فقد يزيد الأمور سوء , و يتطور الغضب الجماهيري , للمطالبة بالإطاحة بالرئيس و مجلس إدارته , و التي بدأت بوادر هذه المطالبة المنفعلة جلية في الكثير المقالات في مواقع النصر , و التي إن أستمرت الأخطاء المحركة لهذه الإنفعالات بدون معالجة أو حتى محاولة معالجة , قد تفجر الوضع في البيت النصراوي .. تسفيه الغضب الجماهيري , و التمسك بالقناعات , و إغلاق كل الطرق الساعية لمحاولة الإنقاذ , لا يعني إلا مزيدا ً من إستفزاز المدرج , و مشاغبة قوته القادرة على الإطاحة بأكبر الثوابت .. عامان مرا و الرئيس و إدارته متمسكون بقناعاتهم و بفلسفة ( دائرة العمل الضيقة ) , و أعضاء الشرف و الجماهير و الكتاب , إحترموا قناعاتهم , و بكل أسف أن هذه القناعات أخذت النصر إلى المجهول , و أعادت الهزائم بالخمسات التي خرج سمو الرئيس ذات مساء منتشيا ً بالتعادل مع الإتحاد و قال ( إنتهى عهد الهزائم بالخمسات ) , و ها هي تعود أمام ذات الفريق و لكن بحسابات و تبعات مؤلمة , لأنه ترتب عليها الحرمان من المشاركة في بطولة قارية مهمة في الموسم القادم , و هدم الروح المعنوية للفريق , قبل مباراة ذوب آهان الهامة .. النصر بحاجة للهدوء , و لقرارات حاسمة حتى لو كانت مؤقتة , لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه , قبل أن ينهار السد أمام الغضب الجماهيري , فيغرق الجميع و يخرج الفريق من بطولة أسيا و من بطولة الإبطال على كأس الملك . لافتة مضيئة : أثناء تعرض لندن لقصف الطائرات الإلمانية ليلا ً , أشعل أحد الجنود وهو في الخندق عود ثقاب ليشعل سيجارة , فأطلق عليه القائد النار , و قال قولته المشهورة ( ليمت فرد و تبقى أمة )