لا يستيطع أحد أن يدافع عن تباين قرار لجنة الإنضباط , في حادثة لاعب الشباب عبدالملك الخيبري ( إيقاف مباراة واحدة ) , و إيقاف كابتن نادي النصر حسين عبدالغني ( مباراتين ) في حادثة متطابقة , لم يفصل بينهما إلا ثلاثة أسابيع , إلا بإستخدام العبارة المُعلبة ( اللجان أبخص ) و في عبارة أبخص تتشعب التفسيرات ..!! في ذات السياق سيضطر المدافع عن لجان إتحاد كرة القدم , أن يستخدم عبارة ( اللجان أبخص ) القامعة للتحليل و الإستدلال , و منقذة لكل من يحاول الهروب من مصيدة المقارنة , بين العقوبة المطبطبة لشرشحة سامي الجابر للحكم خليل جلال , في مباراة النصر و الهلال العام الماضي و التي أنتهت ب 5 / 3 للأخير , و بين العقوبات المتطرفة لحديث الشخصيات النصراوية ( كما سماها بيان العقوبة ) في أحدث الحكم فهد العريني , الذي يبدو أنه دخل قائمة الأمير محمد بن فيصل , التي صرح بها سموه قبل موسمين , و هو تصريح خطير ترك خلفه الكثيرا ً من الأسئلة المحرجة , لواقع كرة القدم السعودية و للتحكيم السعودي , و بالذات أن التصريح سُكت عنه , و للسكوت علامات كما تقول العرب , ثم جاء تصريح ( يتجرؤون ) الذي ألحق به عبارة مرواغة , لم تخرجه من مساره المحفوظ في الذهنية الرياضية .. هذه بعض ملامح الواقع المأزوم , بتبايناته و تناقضاته و ( لجانه الأبخص ) , و الذي يجب على النصراويين أن يقبلوا به , و أن يتعاملوا معه كما هو , و هذا القبول و التعامل , يحتاج لمتغيرات حتمية , يجب على الأمير فيصل بن تركي , إن أراد النجاح أن يحدثها في خطط إدارته , و ذلك لبناء فريق جبار , لا تهده صافرة , و لا يترك في المباراة مساحات فارغة تتقافز فيها التفسيرات على النصوص .. المتغيرات الحتمية , أو متغيرات الضرورة في نصر المرحلة لتطوير منهجية العمل , لا يبدو أنها في فكر الإدارة , بل إن هناك تراجعا ً كبيرا ً في هذه المنهجية , إن ثبت الإستغناء عن السيد زنجا , و التعاقد مع نيستور أورتيغا , صاحب السيرة التدريبية المتواضعة , التي أنتهت بطرده من نادي الكويت الكويتي , و هو ذات النادي الذي طرد منه ( رادان ) , بالرغم من أن النصر سيدخل قريبا ً بطولة دوري أبطال أسيا , التي لا مكان فيها إلا للأقوياء , المؤلم أن فئة من لاعبي النصر , كما ذكر في الإعلام هي من تقف خلف إبعاد زنجا , و إن صحت هذه المعلومة , فعلى النصر السلام .. نقطة أخرى من مؤشرات التراجع , و هي ضعف الإعداد النفسي , فالفريق كلما تقدم في مسار بطولة , كلما توتر و فقد التركيز , كما حدث في بطولة الخليج العام الماضي , و كما حدث عندما تصدر دوري زين قبل أسبوعين , و هذا يؤكد الضعف الشديد في الإعداد النفسي و عدم القدرة على إدارة الأزمات في الفريق , نظرا ً لغياب المهارات اللازمة لمواجهة مثل هذه المواقف البديهية .. الفريق الأولمبي و الذي يعتبر الصف الثاني للفريق الأول , يتعرض لتدمير تدريبي شامل , بالرغم من إمتلاك هذا الفريق لمواهب لافتة , و لا أحد يحرك ساكنا ً لإتقاذ ما يمكن إنقاذه , نتيجة قناعات فردية محيرة , بصلاحية مدرب الفريق , و ربما تكون هذه القناعات , قد تعاضدت إيضا مع اللاعبين اللامبالين بالفريق الأول , للإطاحة بزنجا و التعاقد مع المدرب المتواضع السيرة أورتيغا .. الفئات السنية تعاني من حصار إقتصادي مخجل , و يخشى أن يكون هدف هذا الحصار المؤسف هو إحراج الداعم , لإجباره على الرحيل , ليحلق ببقية أعضاء الشرف , الذي ترك رحيلهم فراغات , لم تستطع دائرة العمل الضيقة أن تسدها .. لا أحد يختلف على أن ( كحيلان النصر ) هو رجل المرحلة , و هو رهان جماهير الشمس , و نجاحه سينقل النصر نقلة تاريخية , و فشله لا سامح الله , سيعيد النصر لمناطق قطبية متجمدة , قد لا يعود منها إلا بعد عشرات السنين , لذلك فسموه مطالب بمراجعة المرحلة السابقة مراجعة واقعية , بعيدا ً عن كل الرؤى التي تقدم له من دائرة العمل الضيقة , و ان يعرف أن الشورى و ( المشاركة المقننة ) لن تأتي له إلا بالنجاح , الذي سيحسب له وحده و أن تعدد صانعوه , كما حدث مع رجل الشورى النصراوية الأول , الأمير فيصل بن عبدالرحمن في فترته الأولى و التي صعد فيها بالنصر لبطولة أندية العالم , أو في البنى التحتية التي عملها في فترته الثانية و التي غيرت النصر و جاءت بحكيلان لسدة الرئاسة .. النصر بحاجة لصناعة فريق تتوالي عليه أجيال النجوم , و جميع مقدرات هذه الصناعة متوفرة الآن , فقط تحتاج لرؤى مختلفة لإدارتها و إنارة المسارات أمامها لتكون قادرة على الفوز على جميع منافسيها , حتى لو كان الواقع الكروي مليء بالتناقضات والتباينات و المؤثرات . لافتات .. لافتات ..لافتات : 1- الواقعيون يرون أن التعاطي مع أزمة العريني , كانت تحتاج لمعالجة مختلفة , نظرا ً لأن النصر يحتاج للهدوء قبيل الدخول لبطولة أسيا , العاطفيون يرون ما حدث هو ( كي على الوجع ) المزمن , و أنه كان أخر العلاج .. 2- لم يمض على أزمة مباراة التعاون عشر ساعات , حتى أدخل النصر في أزمة فنية و مالية كبيرة مع زنغا , من يأخذ النصر من أزمة إلى أزمة , في وقت هو أحوج ما يكون للهدوء ..!! 3- إن كان الخلاص من زينغا بسبب صرامته , فهذا يفضح فكر لاعبي النصر و إدارة الكرة , و إن كان بسبب رواتبه العالية , فهذا يهدم كل شعارات الإستراتيجية و الأحترافية المرفوعة , و إن كان فني فترتيب الفريق الآن و الذي لم يصله مع أي مدرب , يحرج من يقيم عمل زينغا ..!! 4- ستكون لديك مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالمصداقية , إن لم تثبت على رهاناتك الناجحة , هل النصر يدخل لهذه المشكلة بإرادته , دعونا نرى ماذا ستفعل الإدارة مع زينجا , و ماذا سيفعل أورتيغا بالفريق , و هل ستعود عبارة ( غاب عن التمرين اللاعب فلان بإذن من الإدارة ) الدالة على سياسة متصادمة مع الإحترافية ..!! 5- فك أزماتهم الخانقة بالسلف الكبيرة جدا ً , و دافع عن أخطائهم في كل موضوع , حتى خسر الكثير من أصدقاءه من أجلهم , و مع ذلك أعتبروا أن هذا الموقف لا يمثل دعم , في الجانب الأخر طلب منهم العضو الكريم جدا ً , سلفة بمليون ريال ليصرفها على مستقبل النصر , قالوا له ( ما عندنا دبر حالك ) , هل هم لا يفكرون أم أنهم لا يريدون أحد ..!!