بعد نهاية مباراة النصر والرائد، سأل أحد مراسلي القنوات الناقلة مدرب النصر زينغا: هل فقدت ثلاث نقاط؟، فأجابه .. لا لم أفقد ثلاث نقاط، ثم أتبع إجابته بالسؤال المرتد: هل شاهدت المباراة؟، سؤال زينغا يحمل مضامين ودلالات موجعة، بعضها موجه لجهات رسمية، وبعضها موجه للإعلام، ما هو موجه للجهات الرسمية، عتب من مدرب يشاهد لاعبي فريقه، يتعرضون لعنف تجاوز كل مبرر، يمارس تحت حماية القانون، ويبدو أنه يسير في وتيرة متصاعدة، ففي مباراة النصر والوحدة حملت سيارة الإسعاف النجم محمد السهلاوي في بداية المباراة إلى المستشفى بعد أن هتك سليمان أميدو أربطة مفصله، وفي مباراة الرائد التي تلتها، لم ينتصف الشوط الأول إلا وكانت سيارة الإسعاف تنقل للمستشفى على وجه السرعة المهاجم ريان بلال بعد أن أسقط له حمد الصقور ثلاثة أسنان، ثم زميله الشاب عبدالله العنزي، بعد أنقذه القدر الإلهي من تهور أقدار!!.. لم يعد المشجع النصراوي يطالب بإعطاء فريقه حقه القانوني، مثله مثل بقية فرق دوري زين، بل أصبح يطالب القانون بحماية لاعبيه الذين يدفعون ثمن صمت إدارتهم وعدم وجود صوت إعلامي يواجه الواقع ويضعه في إطاره الحقيقي بعيدا عن المبررات المراوغة التي تساق كلما غاب القانون، مثل ضعف خبرة الحكم، وزاوية الرؤية، والحكم بشر، والخطأ جزء من اللعبة.. بعد مباراة النصر والرائد، انسحبت إدارة النصر بهدوء، وتركت المساحة الإعلامية لرئيس الرائد ومدير الكرة فارس العمري، اللذين انتقدا حكم المباراة، بحجة أنه جامل النصر وسلب الرائد حقه في المباراة!!..، وهي ليست المرة الأولى التي يغيب فيها صوت المسؤول النصراوي وقت الضرورة، ففي مباراة التعاون التي شهدت ضعفا تحكيميا وإصابة مدرب الفريق، انسحب المسؤول النصراوي بهدوء تام، وفي مباراة الوحدة توارى خلف صمته، وكأن المسؤول النصراوي لا يحفظ قاعدة الصوت الأعلى، التي أصبحت تشكل الرأي العام، ويبدو أن هذا الصمت فسر من قبل البعض بأنه ضعف، ولعل ما حدث في منصة ملعب بريدة، يؤكد سوء تفسير الآخرين للصمت النصراوي .. لست ممن يشجع على ممارسة الضغوط الإعلامية على طريقة (خذوهم بالصوت)، ولكن ما يحدث للاعبي النصر من استهداف ذهب ضحيته ثلاثة لاعبين خلال أسبوع واحد، يلزم إدارة النصر أن تدافع عن لاعبيها، وأن تبين وجهة نظرها بطريقة مؤدبة، لا تفتش في مكنونات الضمائر، ولا تغتصب حق الآخر، حتى لا توضع مثاليتها في الإطار المرتجف، ويتساقط لاعبو النصر واحدا بعد الآخر، فيسقط النصر ويسقط حلم جماهيره ضحية المثالية المفرطة. لافتات سياسة الصوت الأعلى أصبحت ترتعد لها حتى البيانات. الصقور، الخير، الخوجلي، ممن تنتقمون؟. كلما منحهم الآخرون الثقة، أحرقوها في الملعب!!..