افتتح سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمس أعمال حلقة النقاش التي نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض ممثلة بإدراة التوعية الدينية بعنوان "موت الدماغ بين المستجدات الطبية والأحكام الفقهية". وألقى سماحة المفتي كلمة في مستهل حلقة النقاش عبَّر فيها عن شكره وتقديره للشؤون الصحية بمنطقة الرياض على إقامة مثل هذا البرنامج الذي يجمع بين علماء الدين والأطباء لدراسة ومناقشة هذا الموضوع من الناحية الطبية والفقهية والبحث في ما استجد في موت الدماغ. وقال: "إن المسلم دائماً متوكل على الله يرجو رحمته ويقول الخليل عليه السلام "وإذا مرضت فهو يشفين" وفي هذا دليل على تعلقه بربه مع الأخذ بالأسباب النافعة في طب الشفاء", مشيرا إلى أن الأدلة على عناية الإسلام بالصحة في الجوانب الوقائية كثيرة، وكذلك فيما يتعلق بالعلاج والأخذ بأسباب الشفاء، والإفادة من كل علم لا يخالف مقاصد الشريعة والأحكام الفقهية الراسخة لتحقيق هذا الهدف. بعد ذلك بدأت فعاليات حلقة النقاش التي رأسها أستاذ طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب بجامعة الملك سعود البروفيسور جمال الجارالله. بعد ذلك دار نقاش بين العلماء والفقهاء والأطباء نتج عنه توصيات تلاها مقرر حلقة النقاش أستاذ الفقه المقارن بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الفوزان, حيث أكدت التوصيات أهمية توثيق الصلة بين الأطباء والفقهاء في دراسة أحكام النوازل الطبية خاصة ما يتعلق بالموت الدماغي من خلال لجان مشتركة مع زيارات ميدانية للمستشفيات والمراكز الطبية للاطلاع على واقع هذه النازلة والدعوة إلى العناية برصد آخر المستجدات الطبية في نازلة الموت الدماغي ودراسة أثر ذلك على الحكم الفقهي والتأكيد على أن الخلاف الفقهي في حكم الموت الدماغي خلاف سائغ، ويسع الأخذ بأحد القولين و الدعوة إلى تعميق البحث الطبي والفقهي في بدائل مقترحة لأخذ الأعضاء الحيوية.
