لم يتوقف التطور والنمو المتسارعان اللذان تشهدهما المملكة على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وإنما واكبهما تقدم أكثر سرعة لجهة الزيادة الكبيرة في المطاعم العالمية. والتي تجاوز عددها حالياً 80 مطبخاً، تقدم 1300 صنف من الوجبات المتنوعة. ولم تعد المائدة السعودية كما كان في السابق تقتصر على الأكلات المعروفة من جريش وقرصان، بل تحوّلت الى مائدة عامرة بكل أصناف الوجبات العالمية، وأصبح من النادر ألا يجد المستهلك، فرعاً للمطاعم العالمية المعروفة. ويقول الشيف الطاهي في أحد المطاعم الفرنسية في الرياض ميشيل الفونسو، إن المطعم الذي يعمل فيه يقدم وجبات فرنسية بأسعار تعتبر مناسبة، نظراً للموقع المميز والوجبات الخاصة، إذ يبدأ سعر الوجبة الواحدة من 80 ريالاً، ويصل إلى 250 ريالاً لطبق المأكولات البحرية، التي تكلف الكثير من أجل الحفاظ على جودتها. وأشار إلى أن أكثر من 90 في المئة من زبائن المحل من السعوديين، ويدفع الواحد منهم نحو 150 ريالاً في الوجبة الواحدة. من جهته، قال مدير أحد المطاعم الآسيوية عمران سليم، إن السعوديين يتجهون حالياً إلى المطاعم الغربية، مشيراً إلى أن عدد المطاعم العالمية يتجاوز 80 مطعماً من مختلف مطابخ العالم، تقدم أكثر من 1300 وجبة متنوعة، تشهد غالبيتها طلباً من الزبائن السعوديين. وأضاف عمران، أن المطعم الهندي الذي يديره يشهد، إقبالاً كبيراً من السعوديين، الذين يعشقون في الغالب البهار الذي يتميز به المطبخ الهندي، ما جعلهم يقبلون على تذوق نكهاتهم، كما أن هناك تقارباً في طريقة الطهي بين المطبخين السعودي والهندي. وعن الوجبات التي يفضلها الزبائن السعوديون، قال إنهم يفضلون الرز البرياني بالدجاج، الذي يعتبر الوجبة الرئيسية لعموم الزبائن، مع بهارات متنوعة أهمها الكاري، وكذلك الكزبرة والليمون والزبادي. وأشار عمران إلى أن تندوري اللحم يعتبر من الوجبات الرئيسية المهمة أيضاً، وهو يُطهى في التنور عادة، كما أنه يمتاز باللون الأحمر الذي يصبغ به، كما أن دجاج التكا لا يزال من الوجبات المفضلة أيضاً لدى الكثيرين. أما المطاعم اليابانية، فلها حكاية أخرى يرويها علي سليم مقدم الطلبات في مطعم ياباني، الذي قال إن الكثير من الزبائن السعوديين يعشقون السوشي، وهو يختلف باختلاف نوع اللحوم المختارة، ويقدم محاطاً بالرز، وتكون اللحوم في العادة غير مطهية أو مسلوقة، بحسب الطلب، والغريب هو سرعة تعودهم على استخدام العيدان في الأكل. وأضاف أن المطبخ الياباني له طقوس غريبة، فالأكل لا بد من أن يعقبه تناول الشاي بالضرورة، كما أن لكل مناسبة أكلة معينة في العادة كما هو معمول به في اليابان، مشيراً إلى أن أنهم يحرصون على أن تكون وجباتهم بعيدة بشكل كبير عن الطهي الكثيف بالزيوت. وعن المطعم المغربي، يقول الشيف في أحد المطاعم المغربية في الرياض خالد بن حمودة، إن المطاعم المغربية تستهدف في الأساس الزبائن السعوديين، وغالبية الزبائن هم من السعوديين، الذين يفضلون حساء الحريرة، التي لا تكاد تفارق الموائد السعودية، على رغم أن تجهيزها يستغرق وقتاً طويلاً لإعدادها، وهو ما لا يعرفه الكثيرون، كما أنها تحوي أكثر من 30 مكوناً. وأضاف يعتبر أيضاً الكسكس بالدجاج من أفضل الوجبات، وهو مصنوع من السميد والمرق والدجاج، وأكثر من 7 أنواع من الخضار، ويوضع في قدور فخارية لفترة طويلة، وفي الأساس يتم طهيه على الحطب، ويتطلب تبخير المياه الموجودة في داخله، مشيراً إلى أن الطواجن المغربية باتت من الوجبات المفضلة للسعوديين. من جهته، أشار الشيف في مطعم تركي في الرياض هاني عبده الى ان البعض يعتقد أن المطبخ التركي هو للوجبات السريعة وهذا غير صحيح، فالمطعم التركي غني بالوجبات اللذيذة والدسمة التي يعشقها السعوديون، ومنها وجبة «يايلية شورباسية»، التي تتكون من حساء اللحم مع الرز والبيض والدقيق، ويضاف لها مرق اللحم، وكذلك وجبة «البوريك» التركي، التي تشهد طلباً كبيراً من الزبائن. من ناحيته، يقول الشيف في أحد المطاعم الايطالية في الرياض بابلو كرم، إنه يعمل في السعودية منذ 10 أعوام، ويشهد المطعم إقبالاً كبيراً من الزبائن، غالبيتهم من السعوديين، مرجعاً ذلك للتميز في الطهي الإيطالي، من خلال استخدام زيت الزيتون، وأنواع «الباستا» الطازجة المخبوزة محلياً. وأضاف بابلو أن المطبخ الايطالي أصبح دليلاً على الرفاهية، مشيراً إلى «اللازانيا» بنوعيها الأخضر والأبيض هي المفضلة، خصوصاً حين تكون بالمأكولات البحرية أو الدجاج المفروم. ولفت إلى أن الحلويات العالمية المعروفة ب«التيراميسو» هي إنتاج إيطالي، وسمعتها انتشرت عالمياً، وهي تشهد طلباً كبيراً محلياً، كما أن غالبية محال الكوفي شوب تقدمها، إلا أن اللمسة الايطالية تختلف كثيراً. وبالنسبة للمطعم الصيني، فإن «التبنياكي» يعشقه الزبائن السعوديون، بحسب محمد خليل، وهو كاشير أحد المطاعم الصينية، اذ يقول إن المطعم الصيني يعتبر من أقدم المطاعم في السعودية، وتوجد به مختلف أنواع الأغذية من لحوم وفواكه وخضار، كما أن أكلهم في الغالب خال من الدسم لمن يبحثون عن الحمية. وأضاف خليل أن الثوم والزنجبيل وصلصة الصويا هي من المكونات الرئيسية في غالب طبخات المطعم الصيني، كما أن طرق الطهي تختلف من مقاطعة صينية إلى أخرى، وهو ما أسهم في تنوع المطبخ الصيني بالوجبات.