في هذه المناسبة نستذكر شاعر الأرض الراحل محمود درويش عندما قال: ""يا أيها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها احرثوا جسدي.. أيها الذاهبون إلى صخرة القدس مروا على جسدي.. أيها العابرون علي جسدي لن تمروا.. أنا الأرض في جسدٍ.. لن تمروا.. أنا الأرض في صحوها لن تمروا.."". بيوم الأرض تحتفل الأرض بمجدها وبعرسها... بعيدها... بفرحها... بطهرها... بعشقها وحزنها، ولكن من سيشارك الأرض عيدها؟ هم ذاتهم.. كل عام، بكل عيد، هم ذاتهم المدعوون من يحضرون... لا جديد، عيد الأرض والمدعوون شهداؤها... يحملون دماءهم حلوى، وعلى ترانيم كلماتهم يحتفلون فهم أسياد الاحتفال... باسمهم وعلى شرفهم نحيي للأرض عيدها.في الثلاثين من آذار (مارس من كل عام)، يحيي شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ذكرى يوم الأرض الخالد، ويجدد فيها العهد لشهداء شعبنا الذين هبّوا في الجليل والمثلث والنقب في 30 من آذار عام 1976 للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وتصدوا ببسالة لقرارات الحكم العسكري بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي شعبنا في المثلث والجليل، يومها هب الشعب، كل الشعب، ليؤكد دفاعه عن أرضه واستعداده للتضحية في سبيلها. وهنا توحّد شعبنا البطل في كافة أماكن تواجده وعبر عن عزمه على مواصلة كفاحه حتى نيل حقوقه العادلة، وواصل ذلك في كافّة المحطات النضالية المتعاقبة ضد جوهر المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض وتهويدها والتنكّر لحقوق شعبنا وعدالة قضيتنا وواصل كفاحه وما يزال، رغم كل الصعوبات، من أجل حشد أكبر تأييد لقضيته العادلة على كافة الصعد والميادين للتضامن مع حقه المشروع في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. نحيي ذكرى يوم الأرض وشعبنا ما زال صامدا على أرضه، متمسكًا بأهدافه وحقوقه الوطنية، ومصممًا على مواصلة الكفاح، والتصدي لكافة عمليات مصادره الأراضي وبناء وتوسيع والمستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد للقدس، وفي مواجهة الحصار الظالم والعدوان والمجازر الوحشية المتمثلة بارتكاب عمليات القتل والاغتيال وهدم البيوت وتشريد سكانها، ورغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها يقف شامخًا في وجه كافة المشاريع التصفوية التي تهدف إلى تكريس الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالقضاء على تطلعات شعبنا وطموحاته المشروعة في التحرر والعودة الاستقلال.تأتي ذكرى يوم الأرض هذه الأيام وقضيتنا الوطنية تتعرض لخطر شديد يتجلى باستمرار الحصار والعدوان والاستيطان التوسعي ورفض حكومة الاحتلال تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية؛ ويحظى ذلك بدعم ومباركة من الولاياتالمتحدةالأمريكية في مسعى واضح لفرض الرؤي الأمريكية. وأمام هذه السياسة العدوانية، هذه الأخطار تتزايد بشكل كبير على مشروعنا الوطني خاصة في ظل استمرار حالة الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وبما يوفر خلاله الفرصة للاحتلال لتنفذ مآربه في الاستيلاء على المزيد من الأراضي وقطع الطريق نهائيا على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفي هذه المناسبة الغالية علينا كفلسطينيين علينا أن نكثف جهودنا ومطالبتنا بإنهاء الوضع القائم على الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسام، وبناء مجتمع متماسك نستطيع من خلاله تحقيق الحلم الذي تركه لنا أسلافنا من الشهداء وعلى رأسهم الراحل الشهيد ياسر عرفات.