حقل هجليج النفطي (السودان) - رويترز: قال السودان إن قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط الأمر الذي خفف التوتر بعد اشتباكات على مدى يومين بين البلدين هددت بتصعيد الصراع. ودعت الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة البلدين لوقف العنف وهو الأسوأ منذ استقلال الجنوب في يوليو تموز ليستحوذ على أغلب الاحتياطيات النفطية المؤكدة للدولة قبل التقسيم. واتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء. ونفى السودان شن غارات جوية وقال إن القوات الجنوبية بدات القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية. وقالت الأممالمتحدة إن حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة ووافقت حكومة السودان على وقف القصف إذا انسحبت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي أصبح جيش الجنوب. وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان "عبر الأمين العام عن قلقه العميق بشأن هذه الاشتباكات العسكرية وحث الطرفين على الاستغلال الكامل للآليات السياسية والأمنية القائمة لمعالجة خلافاتهما بطريقة سلمية." وقالت الأممالمتحدة إن من المقرر أن تلتقي الحكومتان في أديس أبابا في 30 مارس آذار. ولم يشاهد أي علامة على اشتباكات لكن الوجود الأمني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة. وقال بشير مكي قائد منطقة هجليج للصحفيين إن هجليج والمناطق المحيطة بها آمنة تماما. واضاف أنهم مستعدون للدفاع عن البلاد في حين هتف عشرات الجنود "الله أكبر". وأذكى القتال خلاف محتدم بين البلدين بشأن الحدود المشتركة ومناطق متنازع عليها وقيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها الجنوب الذي لا يطل على سواحل بحرية مقابل عبور صادراته من النفط. ونال جنوب السودان استقلاله بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية ويخشى محللون من العودة إلى الحرب الشاملة. وكان هناك ثلاث جثث لرجال بجوار شاحنة محترقة في موقع احدى المعارك في هجليج. وقال جنود سودانيون إن الثلاثة من مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يشكلون جيش الجنوب. وقال جندي سوداني "قتل 60 جنديا آخرين في محطة كهرباء استولت عليها الحركة لبعض الوقت." وكانت هناك دبابة تم تفجيرها وعربتان عسكريتان رباعيتا الدفع متروكة على الطريق الرئيسي من المطار إلى منشآت النفط في هجليج. وقال اللواء عبد المنعم سعد نائب رئيس الأركان للعمليات العسكرية بالجيش السوداني إن "العدو" غادر البلاد ولا يوجد جندي جنوبي واحد على أرض سودانية. وكان الجيش الجنوبي قال في وقت سابق إنه عبر الحدود في البداية إلى هجليج مع طرده القوات السودانية من أراضي الجنوب. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي اليوم الأربعاء "أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج." وأوقف الجنوب انتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم إنها رسوم غير مدفوعة. ويجري تصدير معظم النفط الخام إلى الصين. وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد. وينتج الحقل نحو نصف انتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009 غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع. وفي هجليج قامت وحدات شبه عسكرية تضم رجالا من قبيلة المسيرية المتحالفة مع السودان بحراسة المنطقة. وقال اسماعيل حمدين أحد زعماء المسيرية إنهم سيدافعون عن الحدود حتى بدون تصريح من الحكومة أو الأممالمتحدة أو أي جهة. وأضاف أنهم لا يريدون أن يذهب الرئيس عمر البشير لجوبا عاصمة الجنوب. وكان من المقرر أن يسافر البشير إلى جنوب السودان في ابريل نيسان للاجتماع مع نظيره الجنوبي سلفا كير لمحاولة حل الخلافات غير أن الزيارة ألغيت بعد اندلاع العنف. وكان الدخان لا يزال يتصاعد من مجمع إسكان لعمال النفط قرب بئر على الطريق. وقال عامل نفط صيني يرتدي زيا أزرق اللون إن الخوف لا يزال يسيطر على العمال. وقال "نحن خائفون. هذا فظيع. لا يمكننا العمل هنا إذا لم نحصل على الحماية. دمروا مباني الاقامة." وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن القتال انتهى قال العامل "لست واثقا من ذلك."