فجرت الجماهير الأهلاوية جنونها الكروي سواء في مدرجات إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة أو في المقاهي التي كانوا يشاهدون فيها المباراة أو حتى من خلف الشاشات عقب أن اشعل اللاعب معتز الموسى الفرح في نفوس المجانين معلناً عن هدف الفوز الأهلاوي في شباك الفريق الهجراوي الذي أتعب قلوب الأهلاويين كثيراً ضمن الجولة الثانية والعشرين من دوري المحترفين خاصة أن الأهلي كان مطالباً بالفوز لمطاردة المتصدر الشباب والإبقاء على فارق النقطة بين الفريقين ورصدت " البلاد " عدداً من الجوانب التي شكلت مشهداً فريداً يعكس الارتباطات النفسية والروحية والعشق المتين بين الأهلي وجماهيره خاصة أنهم يرون الآن حلمهم وقد بدأ يقترب, هذا الحلم الذي صبروا وظلوا بانتظاره قرابة الجيل . سيدي قوم وعلى طريقة أغنية الراحل طلال مداح ( سيدي قوم ما خبرت اللي يحب يقبل النوم ) كان لسان حال جماهير الأهلي في المدرجات وهي تغني وتشجع وتؤازر فريقها عقب أن سجل فريق هجر الثالث في مرمى المسيليم وهي تعلم أن المهمة صعبة كون الأهلي يحتاج إلى ثلاثة أهداف لتحقيق الفوز بعد أن أصبحت النتيجة وقتها 3 /1 لهجر ولم تفعل تلك الجماهير العاشقة كما يفعل غيرها بمغادرة المدرجات كتعبير عن سخطها من المستوى والنتيجة التي آلت إليها المباراة أو أضعف الإيمان لم تقف لتشاهد المباراة بصمت مترقبة السيناريو الذي سينتهي به اللقاء. أنها جماهير الراقي التي جلبت بطولة في وقت كان فيه الكثيرون لا يتوقعون أن يظفر بها الفريق نتيجة المستوى الفني الهابط خلال الموسم الماضي لينتفض مدرج الحياة ويجلب لفريقه كأس الابطال بفضل مجهوداتهم فهي ليست الجماهير التي تحضر لتجلس وتشاهد أنما هي من صنف آخر هم يحضرون ليكونوا في الملعب وكأنهم يلعبون مع فريقهم لذلك لا تجد الأهلي يسقط بينهم، كان لسان حالهم بالأمس يقول لفريقهم وهو يتأخر بالثلاثة ( أهلي قوم ما خبرت يريد الدوري يقبل النوم ) فكانت انتفاضة رفاق تيسير الجاسم الذي سمعوا النداء فهبوا لتنفيذ ما طلبتهم منهم جماهيرهم وقلبوا النتيجة رأساً على عقب وسجلوا ثلاثة أهداف كان آخرها في الرمق الأخير من المباراة ليحقق الأهلي فوزاً مستحقاً قوامه أربعة أهداف تمزقت بها شباك منافسهم الهجراوي . فوق علمنا عالي كانت تلك المجانيين تردد خلف أسوار ملعب الأمير عبدالله الفيصل أغنيتها الشهيرة ( فوق فوق علمنا عالي ) رغم حالات الإغماء التي كانت عقب المباراة جراء الفرح الهستيري التي أنتابها لتواصل فرحتها وسط هتافات المناصرين من كافة الأعمار معبرين عن سعادتهم لاقتراب فريقهم من الدوري وكانت تلك الهتافات والأفراح التي انتشرت بسرعة كبيرة عبر مواقع الفيديو بالشبكة العنكبوتية في غضون ساعات قليلة بعد نهاية المباراة مصحوبة بأصوات أبواق السيارات التي جالت شوارع العروس بالأعلام الخضراء تنثر الفرح بفريقها البطل الذي يواصل تألقه ونجاحاته في مسيرته نحو درع دوري المحترفين. المقاهي تشتعل بهدف الموسى " البلاد " رصدت تلك الانفعالات من بعض الجماهير التي شاهدت المباريات داخل الملعب وخارجه لتصور عن قرب مدى تعلق هذه الجماهير بفريقها وعدم قدرتها على التحكم بانفعالاتها وقت تحقيق فوز جاء في الرمق الأخير من المباراة حيث يقول خالد الزهراني " أنا تابعت المباراة من الدرجة الثانية في الملعب وحقيقة هذا الفرح العارم الذي اجتاح المدرج الأخضر جاء كونها مباراة في غاية الأهمية للفريق وتعتبر "نهائي" وكنا بحاجة ماسة لتسجيل ثلاثة أهداف لتتحقق الثلاث نقاط والمهمة كانت في غاية الصعوبة وانتظرنا حتى الدقائق الأخيرة لنتوج بالفوز " وأضاف " لحظة تسديد كماتشو للخطأ الذي جاء منه الهدف الرابع شاهدت بعض جماهير الأهلي ترفع جولاتها لتسجيل الهجمة عن طريق الفيديو وكان هذا إيماناً منها بأن الأهلي قادر على التسجيل وفعلاً لم يخذلهم لاعبو الأهلي وجاء هدف الفوز " . في المقابل قال محمد البقمي أحد الجماهير الأهلاوية التي شاهدت المباراة من خلال أحد المقاهي مع عدد من جماهير الأهلي " لا استطيع أن أصف لك فرحتنا عند نهاية المباراة فقد قام أحد الجماهير بالانقضاض على التلفزيون لمشاهدة الهدف عن قرب وكأنه لم يشاهده من مقعده وكان لهذا الموقف وقع في نفوس الجميع وزاد من سعادتنا ويظهر لك هذا الحب الكبير الذي الأهلي بجماهيره " . وذكر نزار الجهني أن كل الأهلاويين كانوا على أعصابهم لحظة الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء وكان الكل واقفاً ينتظر هدفاً للأهلي وكان لدينا أحساس كبير بأن الأهلي قادر على انتزاع الثلاث النقاط وأن جاءت بصعوبة وقال " الأهلي لم يكن منظماً في الملعب إلا أن العزيمة كانت موجودة لدى جميع اللاعبين بانتزاع الفوز وهذا ما جعل المباراة تخرج بفوز أهلاوي " وأضاف " كان الجميع يقف وينتظر حتى جاء معتز بالهدف الذي كان في سقف المرمى ولم نصدق بصراحة أنه في المرمى حتى سددها بلامينو داخل الشباك بقوة لننطلق فرحاً بهذا الانتصار الذي اعتقد انه الأهم في مسيرتنا وعلى جميع اللاعبين التركيز في المباريات المقبلة وعدم التفريط في النقاط ويكون التركيز والحماس حاضراً من الجميع " .