في رأي الناقد والمخرج السينمائي الفلسطيني فجر يعقوب أن المخرج الألماني الراحل راينر فيرنر فاسبيندر كان نموذجا لتيار سينما المؤلف في أوروبا قبل نحو نصف قرن وأنه كان قادرا على تدمير المسلمات السينمائية . ويقول في مقدمة كتاب " فوضى الخيال .. حوارات مع راينر فيرنر فاسبيندر " الذي ترجمه في الآونة الأخيرة إن طريقة إنجاز فاسبيندر "1982- 1946" لأفلامه كانت تترك انطباعا بأنه مجنون وإن الألمان أطلقوا عليه " ضمير الأمة واحتقروه في نفس الوقت " محيلا إلى ما كتبته ناقدة فرنسية بمناسبة موته المبكر قائلة إن أفلامه مثلت خطوات متتابعة لقيم روحية وعزلة إنسانية في مجتمع يفتقد للتوازن الروحي . ويضيف أن فاسبيندر كان متمردا على السينما السائدة ومستفزا للمؤسسات القائمة " ويؤمن بأن الإنسان يمكن له أن يدمر دون أن يرمي حجارة فهو يمكنه أن يدمر المسلمات والعادات والكليشيهات " القوالب " السينمائية ." ويقع كتاب " فوضى الخيال " في 168 صفحة كبيرة القطع وصدر في سلسلة " الفن السابع " عن المؤسسة العامة للسينما في دمشق حيث يعيش يعقوب مترجم الكتاب الذي يتضمن حوارات مطولة أجريت مع فاسبيندر في مراحل زمنية مختلفة كما يضم نصوصا كتبها المخرج وتكشف آراءه في السينما . وتوفي فاسبيندر في يونيو 1982 حيث وجدت جثته ممددة على سرير وأفادت التقارير أن الوفاة نتجت عن تناوله جرعة زائدة من الكوكايين . ويقدم يعقوب لمحة بانورامية عن السياق الذي نشأ فيه فاسبيندر قائلا إن الحديث عن سينما المؤلف في بداية ستينيات القرن الماضي كان حجة للتدليل على مخرجين جدد آنذاك ومنهم الإيطاليون فيدريكو فيلليني ومايكل انجلو أنطونيوني ولوكينو فيسكونتي والفرنسيون آلن رينيه وفرانسوا تروفو وجان لوك جودار والبريطانيان جوزيف لوزي وتوني ريتشاردسون والسويدي إنجمار برجمان والإسبانيان لويس بونويل وكارلوس ساورا ومن الألمان فولكر شلوندروف ومارجريتا فون تروتا وفيرنر هيرتزوج .