الوجه الآخر للاستاذ الشاعر الكبير إبراهيم عبد الرحمن خفاجي .. بعيداً عن الفن وجه "مضيء وجه يحكي سيرة وقصة مواطن من مكةالمكرمة - عاش أهوال "الحرب العالمية" و"ضيق العيش" وعمل في أكثر من وزارة وتنقل في كل انحاء المملكة حتى "تقاعد" في أواخر الثمانينيات الهجرية ليستقر في مكةالمكرمة. بداية مكية يبدأ الأستاذ إبراهيم خفاجي حديث واصفاً معاناته مع "شح" الظروف في فترة الخمسينيات الهجرية وما قبلها والحاجة لعمل لمساعدة الاسرة. الإذاعة يقول الخفاجي عملت في الاذاعة عندما كان مقرها في مكةالمكرمة في " جبل هندي" بجانب مدرسة خفر البعثات واذكر من زملائي الاستاذ ابراهيم فودة يرحمه الله وغيره ثم بعد فترة تركت العمل في الإذاعة. الخبر ويروي الخفاجي قصة عمله في الخبر في "اللاسلكي" ويذكر أن الشيخ أحمد زيدان يرحمه الله عمل على تدريبه على "الارسال اللاسلكي" وأن الملك فيصل يرحمه الله عندما كان نائباً على الحجاز طلب اعداد جهاز لاسلكي لنقل الاخبار لتعذر وصول الأخبار في بلادنا وفعلاً قام الشيخ احمد زيدان بذلك وكنت معه. الزراعة والمياه ويتذكر الخفاجي عمله في وزارة الزراعة والمياه وانه احد من ابدى فكرة فصل الزراعة عن المياه وتم الفصل على مستوى وكلاء الوزارة داخل جهاز الوزارة في عهد الوزير حسن المشاري. الصحة وقضى الخفاجي فترة طويلة في الصحة يتذكر فيها أول وزير للصحة الأمير عبد الله الفيصل يرحمه الله ورشاد فرعون ود. حسن نصيف والوزير الهاجري ود. حامد هرساني يرحمهم الله. دور الهرساني يقول الخفاجي اختلفت مع أحد الوزراء وطلبت من د. حامد هرساني أن يعمل على نقلي قبل اعفائه من الوزارة وفعلاً نقلت إلى وزارة أخرى واعفي الهرساني في نفس اليوم. جولات طاف الأستاذ الخفاجي خلال عمله في أكثر من وزارة مسؤول حسابات ومالية أكثر مدن وقرى المملكة من الشمال للشرق والجنوب والغرب حتى وقف على أحوال أهالي تلك المناطق وعاداتهم وتقاليدهم ومعيشتهم. علاقة الفن يقول الخفاجي استفدت من تنقلاتي العملية مستقبلاً في تسجيل نصوصي الغنائية ومنها نص "صبيا" الذي كتبته وأنا موجود في "جيزان" وفي السبعينيات الهجرية ولم يغنَ من محمد عبده " إلا في الثمانينيات الهجرية" . إلى القاهرة سافر الخفاجي في السبعينيات الهجرية لتلقى دورة محاسبة في أحد المعاهد لمدة عام ونال المركز الثالث وعاد الى المملكة واستلم وظيفة "مفتش" في الصحة. رشاد فرعون يذكر خفاجي الرعيل الأول من كبار المسؤولين سواء في الصحة أو غيرها ومنهم د. رشاد فرعون والعديد من وكلاء الوزارات ومدراء العموم ويقول لقد وصلت حتى المرتبة "الرابعة" على النظام القديم ولعدم وجود مؤهلات متقدمة لم استطع الترقية للمراتب الاخرى. أوبريت الجنادرية يقول الخفاجي إنه اثناء كتابته لأوبريت الجنادرية "11" عرائس المملكة والذي ذكر فيه أسماء مدن وقرى المملكة من الشرق والشمال والجنوب والغرب طلب منه الفنان محمد عبده بناءً على تعليمات من أحد المسؤولين أن يكتب الأوبريت على مراحل ليتم إطلاع المسؤول عليه. رفض الخفاجي الخفاجي يقول رفضت ذلك وأجريت اتصالاً هاتفياً بالمسؤول وقلت له إنني شاعر وكاتب لا يمكن أن أعيش مع الفكرة إذا كتبتها على شكل مقاطع فوافق وجاء اوبريت الجنادرية الذي قال عنه الأمير خالد الفيصل إن الخفاجي سوف يكتب أحسن أوبريت للجنادرية. عرائس المملكة الخفاجي يقول وفقني الله لأن يتحدث أوبريت "عرائس المملكة - عن كل مدن وقرى المملكة والتي عرفتها وخالطت أهلها وعرفت فنونهم ورقصاتهم وقراهم وهجرهم ونشاطهم. وبدأت من الرياض - الشرقية - الجنوب - أبها - الباحة - مكةالمكرمة - الطائف - جدة - ينبع - المدينةالمنورة. خبرات متراكمة يعد الأستاذ الخفاجي من المواطنين الذين عملوا في العديد من الأعمال من الإذاعة - اللاسلكي - الصحة - المالية - الزراعة والمياه وغيرها ويعد من أكفأ الموظفين في الحسابات المالية. التقاعد يروي الخفاجي أنه وجد لابد من "التقاعد" الوظيفي فطلب التقاعد في الثمانينيات الهجرية واستقر في مكةالمكرمة بعد مهمة شاقة فاقت الثلاثة عقود وتزيد. وقفة فنية سألت الأستاذ والعم إبراهيم خفاجي عن أسباب النهاية المحزنة لجيل الرواد من عمالقة الفن - مثل عبد الرحمن مؤذن "الابلتين"وسعيد أبوخشبة وغيرهم .. قال إن الاسباب تعود للحاجة وعدم وجود عائد من الفن وتفرغ من ذكرتهم للفن رغم أنهم قدموا الوان "الفنون" وأصواتهم كانت في غاية جمال الاداء واتقان "المقامات" حتى اشتهروا في أيامهم بل وحتى الآن . ولو وجدوا الامكانيات المادية لاستمروا في عطائهم طوال حياتهم. أصوات يعتبر الاستاذ الخفاجي أن بلادنا "زاخرة" بالعديد من الفنانين الذين يحتاجون لمعهد موسيقى وامكانيات كبيرة حتى يستمروا ويظهر عملهم واداؤهم. ويسأل الخفاجي بآسى .. أين غازي علي الفنان الكبير..؟! كيف يرى الجمال الرائد الخفاجي يقول .. أنا إنسان بسيط كبير بمجتمعي وأهلي واصدقائي .. تعلمنا من الصغر احترام الكبير ومناداته ب "العم" والتواصل في ما بيننا .. التقينا في مكةالمكرمة شرفها الله مع كل "الجنسيات" لظروف الحج والعمرة. أرى الجمال في كل شيء وعيناي لا ترى إلا الجمال لذلك فإن ما اكتبه ينبع من مشاعري .. واكرر أنني " لا أرى انني قدمت شيئاً لوطني".وإنما هذا حسن ظن من الناس اقدره لهم. عن مكةالمكرمة الأستاذ الخفاجي ختم "دردشته" بقصيدة قالها عن محبوبته مكةالمكرمة. كوكب الأرض عزيز في المساء وبلا النور غرة كوكبي بعث المختار فيها واستدار زمن الأرض بتاريخ النبي هذه هي بلادي في الحواضر والبوادي مهبط الوحي الأمين وأمان الخائفين.