فور الوصول إلى أرض مطار طرابلس الدولي يمكن بوضوح رؤية أسلحة فى ايدي اشخاص يرتدون ملابس عسكرية كتب عليها "كتائب أبي بكر الصديق" وهي مجموعة تابعة لإحدى الميليشيات المنتشرة فى العاصمة الليبية طرابلس منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي."كتائب أبو بكر الصديق" هى إحدى كتائب مختار الأخضر أحد قادة الحرب ضد القذافي ويسيطر على المطار وذلك حسب الروايات المحلية فى طرابلس.وبجانب كتائب "الاخضر" هناك أيضا عبدالحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري لطرابلس و"عبدالله ناكر" رئيس مجلس ثوار طرابلس وبالطبع القوات الحكومية المؤلفة من الجيش والشرطة الليبية.ويضم مجلس ثوار طرابلس عدداً كبيراً من "ثوار" طرابلس، والكلمة هنا تعني كل أطياف المجتمع على مختلف مستوياتهم العلمية مثل المهندس والطبيب والمرأة و الضابط والرياضي والإعلامي.ويفترض من المجالس العسكرية أن تضم الأشخاص الذين كانوا في الجيش ولكن "مجلس" الثوار يضم كل شرائح وأطياف المجتمع وذلك حسب تصريحات سابقة لعبد الله ناكر.ويعمل المجلس العسكري لطرابلس تحت مظلة المجلس الانتقالي الليبي مثلما هو الحال لميلشيات مختار الأخضر.وقد تم تأسيس لواء طرابلس ضمن قوات المجلس العسكري في الجبل الغربي - الرجبان - قبل أسبوع من دخول قوات الثوار العاصمة الليبية.وتم ذلك بموافقة المجلس الإنتقالي وبالتنسيق مع مجلس طرابلس المحلي بعد إستلام خطاب رسمي من مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي وجلال الدغيري وزير الدفاع الذي تم فيه تكليف عبد الحكيم بلحاج بقيادة المجلس العسكري وتحرير مدينة طرابلس، وذلك حسب ما جاء في صفحة المجلس على مواقع التواصل الاجتماعي.وتملك الكتائب التابعة لناكر وبلحاج والأخضر عددا كبيرا من الاسلحة ما بين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتصل إلى الاسلحة الثقيلة كالدبابات والمدرعات وغير ذلك وذلك حسبما افاد عدد من سكان العاصمة الليبية. وعلى الرغم من شيوع السلاح الخفيف في طرابلس إلا أن الأمور داخل المدينة لم تصل إلى حد وقوع اشتباكات بين المليشيات أو بين ابناء المدينة فخلال اسبوع كامل لم يسمع اطلاق نار سوي مرتين وبشكل خفيف ولفترة لم تتجاوز الخمس دقائق.ويأتي ذلك رغم امتلاك هذه المجموعات قوة هائلة، إضافة إلى وجود الشرطة المحلية المدعومة بقوات من الجيش الوطني الليبي التابعين للمجلس الوطني الانتقالي وللحكومة الانتقالية.ويرى احد سكان العاصمة الليبية أن "هذه ظاهرة تسحق الدراسة، فهناك توازن للقوي غريب فالكل يملك سلاح ويستطيع ان يسيطر على العاصمة ولكن لا احد يفعل ذلك".كذلك خرجت تظاهرات مناهضة لوجود كتائب الأخضر في ساحة "الشهداء" بطرابلس (الساحة الخضراء سابقًا)، واستمرت التظاهرات لعدة ساعات رافعة شعارات مثل "نفذ القرار واطلع من المطار"، كذلك امتدت الهتافات لتشمل عبدالله ناكر وتطالبه بتسليم السلاح.ولم تغب عن التظاهرات هتافات التنديد بالفيدرالية بعدما اعلن عن ميلاد "مجلس اقليم برقة" برئاسة احمد بن الزبير السنوسي وهو احد المعارضين السابقين للقذافي وقضى فترة طويلة فى سجونه.فقد أعلن زعماء قبائل وقادة الميليشيات شرق ليبيا الغني بالنفط منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي. وقالوا إن منطقة برقة أهملت طوال عقود، وستكون من الآن فصاعدا دولة في بلد اتحادي، وجاء الإعلان خلال اجتماع حضره ألفا شخص على الأقل بالقرب من مدينة بنغازي.