لقد أدركت الحركة الصهيونية خلال منتصف القرن الماضي أن الحكومة البريطانية والبريطانيون أصبحوا أكثر اهتماماً بمصالح بريطانيا الحيوية وحقيقة ارتباطها بالعالم العربي، وتحديداً التوجهات البريطانية التي كانت تهدف إلى بناء حلف عربي بريطاني.. وعندها تحولت أنظار الحركات والمنظمات اليهودية والصهيونية إلى أمريكا: الأرض الجديدة، وباندلاع الحرب العالمية الثانية، تدفقت موجات الهجرة اليهودية بكثافة إلى أمريكا، باعتبارها الملاذ الآمن الذي يوفر الوقاية من خطر العداء للسامية، وأيضاً يتيح مزايا الحصول على المال وحرية التجارة. وتحديداً، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، بدأ المجتمع اليهودي الصهيوني الأمريكي بغرس أقدامه جيداً في الرمال الأمريكية، واستطاع أن يتمكن من التأثير على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حتى استطاع لاحقاً أن ينتقل من مرحلة مجرد التأثير على السياسة الأمريكية إلى مرحلة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي إن العلاقة القائمة بين امريكا والكيان الصهيوني تعود بالاساس الى ثلاث عوامل رئيسية أثرت في اسلوب وطريقة التعامل والتعايش والدعم بينهما ألا وهي :الوجود اليهودي داخل المجتمع الامريكي والذي يبلغ 2,5% من حجم السكان في امريكا اثر بشكل كبير على القرار الامريكي، خاصة ان علمنا ان هذه النسبة من اليهود تمتلك رأس مال كبير وكذلك مراكز اقتصادية نشطة في امريكا والعالم كان لها دور مهم في دعم الاحزاب الامريكية في الانتخابات، وبالتالي التأثير في القرار بالاضافة الى ان هذه النسبة (2,5 %) لها دور فعال في الانتخابات الامريكية في ظل عدم المبالاة من الشعب الامريكي غير المسيس بالانتخابات ونتائجها، كما وتتركز نسبة وجود اليهود في الولايات صاحبة القرار والمهمة في امريكا والتي لها الاثر والدور المهم في بعض القرارات، فنسبة 16% من سكان نيويورك يهود لذا استطاع اللوبي الصهيوني استغلال الدعم المادي وقضية المشاركة بالانتخابات للتأثير على الحكومات الامريكية المتعاقبة والحصول على قرارات افادت الدولة العبرية، وتعد اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة المعروفة باسم جماعة "إيباك" أشهر جماعات الضغط اليهودية، وواحدة من أقوى خمس جماعات ضغط في واشنطن، وتقول جماعة إيباك عن نفسها في موقعها الالكتروني أن دورها لا يتعدى تقديم المعلومات لصانعي القرار الأمريكيين، وتنفي ممارسة أي نوع من الضغوط على السياسيين الأمريكيين لحملهم على تأييد إسرائيل. الشريحة الاكبر من الشعب الامريكي هي من اتباع الكنيسة البرتيستانتية والتي تقوم على تفسير التوراة تفسيرا حرفيا (لا جزئيا كالارثودوكس) والبروتوستانت يؤمنون بوجوب تجميع اليهود في فلسطين وذلك ليعود المسيح المخلص، لذا ومن منطلقهم الديني هذا يسعون لاقامة الدولة اليهودية واقامة الهيكل وبالتالي تسريع عودة المسيح المخلص.لذا يجري الضغط على الحكومات الامريكية –خاصة ان الحزب الجمهوري من البروتوستانت- من اجل تسهيل الوجود اليهودي في فلسطين وتقديم الدعم الكامل لهم.