اهتمامُ الاتحاد الأوروبي بعملية السلام في الشرق الأوسط كان لافتاً في الأيّام الأخيرة. فمجلس وزراء الخارجيّة الأوروبيين أعرب عن قلقه إزاء استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية داعياً إلى وجوب المحافظة على إمكانية تحقيق حلّ الدولتين. الممثلة العليا كاترين آشتون قامت من جهتها بزيارةٍ للمنطقة، تزامنت مع انتهاء المحادثات الاستكشافية في الأردن دون أيّة نتيجةٍ ملموسة. فكان أن رفضت آشتون الاعتراف بالوصول إلى طريق ٍ مسدود معربة عن أملها في استمرار المحادثات، لأنه " لا إمكانية لتحقيق أي تقدّم – برأيها – إلا من خلال مفاوضاتٍ مباشرة بين الطرفين". ودعماً لهذا الموقف الأوروبي، كان سبق مهمّة آشتون الإقليمية الجديدة، تعيين السفير الألماني الحالي في دمشق أندرياس راينيكه في منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط. والسفير راينيكه دبلوماسيّ مخضرم، عمل كثيراً في الشؤون والمسائل الشرق أوسطيّة. اختياره لمنصبه الجديد اعتبارا من الأوّل من الشهر القادم، لا يستند إلى خبرته وكفاءته الدبلوماسيّة فحسب، وإنما إلى موقفه من العملية السلمية خصوصاً. فحين كان مديراً لدائرة الشرق الأوسط في الخارجيّة الألمانية، كان راينيكه يعكس، وبوفاء، السياسة الألمانية الحذرة تجاه مسيرة السلام. إنها مواصفاتٌ مهمّة وقد شجّعت الممثلة العليا على تعيين هذا الدبلوماسي الألماني في منصبٍ، كان شاغراً منذ حوالي السنة، فضلت خلالها آشتون أن "تتحكم" شخصيّاً بالدور الأوروبي في الشرق الأوسط ولاسيما أنها كانت سنة استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة. كما أن آشتون، كانت تعتمد على طوني بلير، "عرّابها" وزعيمها السياسي سابقاً، وكانت ترغب في "تسهيل" مهمّته كممثلٍ خاص للجنة الرباعيّة.فهل أن "فشل" الرباعيّة – كما أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي مؤخراً – وفشل ممثلها طوني بلير خصوصاً في تحقيق أيّ اختراق ٍ، نظراً لانحيازه المكشوف لإسرائيل، هما أيضاً من العوامل الرئيسية التي ضغطت لإحياء منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، وإنما بحذر؟