هيمنت المواضيع التي تعالج مواضيع المراة على اكثر من ثلث الافلام ال92 المعروضة في المسابقات الرسمية للدورة 12 لمهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة . وقد وصل عدد هذه الافلام الى 32 فيلما ابرزها الارجنتيني الروائي الطويل " فيكتوريا " لادريان جيم الذي يصور وضع امراة انجبت ابنتها داخل المعتقل في حقبة الدكتاتورية العسكرية في تشيلي بقيادة الجنرال بينوشيه، وحتى تتعرف على ابنتها في حال تم انتزاعها منها ثقبت اذنيها ووضعت فيها خيوطا زرقاء . كذلك تميز الفيلم التسجيلي الروسي " الانسة غولاغ " لماريا ياتسكوفا بعمقه السياسي كونه يسجل لمرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والفوضى التي سادت مع صعود المافيا الروسية . ويتطرق الفيلم لحياة ثلاث سيدات يحاولن الحفاظ على انسانيتهن خارج وداخل السجن رغم كل ما يواجهن من مصائب في حياتهن . ومن بين الافلام الروائية التي تطرقت ايضا الى مواضيع المراة " وفقا لفرانس برس " امراة الرقص على السطح " لليتوانية جانينا لابينسكت ويتطرق الى مشاعر مومس تحاول ان تحافظ دائما على انسانيتها من خلال محاولتها ايجاد نمط اخر للحياة . وتميز ايضا الفيلم الهولندي الروائي القصير " بيوت هرستينا " لسوزان ريس ويعرض لفتاة بلغارية تعمل خادمة تنظف البيوت في مدينة امستردام ولا يربطها بارباب عملها سوى اوراق تحمل اوامرهم لها ولكن خلال عملها تخلق علاقة خاصة بينها وبين كل بيت تعمل فيه . اما في افلام الصور المتحركة فان الفيلم المصري " ذكر وانثى " لاحمد عادل يحمل انتقادا لاذعا لفكرة الغضب من انجاب البنات والاصرار على انجاب الاولاد من خلال تحريكه رمزي الانثى والذكر على الشاشة بطريقة ذكية ومبدعة . ومن هذه الافلام ايضا الفرنسي التسجيلي القصير " حب وكلمات " لسليفي باليو الذي اثار انتقادات لاذعة وجهت بشكل اساسي للمخرجة التي قامت بنقل مواقف نساء ورجال يمنيين من الحب والجنس . فقد اعتبر الكثير من النقاد ان المخرجة ابدت تعاليا وعدم فهما للمجتمع الذي تقوم بتصوير فيلمها عنه . واحتلت السياسة ايضا مساحة واسعة في غالبية الافلام التسجيلية والروائية القصيرة بما فيها تلك التي تعلقت بالمراة ومن بينها العراقي " الحرب والحب والله والجنون " لمحمد الدراجي والفلسطيني " جنوب " لنزار حسن . ويعرض الاول للوضع في العراق بعد سقوط صدام حسين واعتقاله ومصير فريق الفيلم نفسه الذين قتل بعضهم واو اعتقلوا . وقد انتقد الفيلم في كثير من المشاهد لاحساس الحضور انه " يعرض لشخصية المخرج وابرازه بدلا من التطرق للموضوع الذي يعالجه الفيلم " حسب الصحافي في جريدة الفجر الاسبوعية احمد فايق . من جانبه عرض الفيلم الفلسطيني اللبناني " جنوب " مقابلات مع مثقفين ومقاتلين لبنانين حول احداث حرب تموز / يوليو 2006 بين حزب الله واسرائيل يتعرض من خلالها لفكرة ان الطائفية اشد خطرا على المجتمعات العربية من اسرائيل . وجاء فيلم مصري ثالث " سلطة بلدي " لنادية كامل ليتعرض لموضع العلاقة بين العرب واليهود والاسرائيليين من خلال رحلة امها اليهودية الاصل لزيارة اهلها في ايطاليا وزيارة الجزء الثاني من اقاربها في اسرائيل، وهي في نفس الوقت ابنة المناضل اليساري المصري سعد كامل الذي يشارك في هذه الزيارة كما ان ابنها هو حفيد الوزير الفلسطيني نبيل شعث . واثار الفيلم موجة من النقاشات بين معارض بينهم المخرجة عرب لطفي التي اعتبرته " يدعو للتطبيع " ومؤيد منهم الناقدة علا الشافعي التي اعتبرت انه " يتطرق لجانب انساني في بحث انسانة عن اهلها " . وكان هناك ايضا الفيلم الاردني الروائي القصير " المشهد " لرفقي عساف الذي فاز بذهبية مهرجان ابوظبي قبل ايام ضمن فئته ويتطرق الى حوار اسرائيلي فلسطيني يمر عبر منظار بندقية قناص اسرائيلي وينتهى باكتشاف الشاب الفلسطيني للقناص في اللحظة التي تظلم فيه الشاشة وتنطلق رصاصة تاركة النهاية مفتوحة على استمرار الصراع .