ذاكرة المهنة كتاب وثائقي من إصدار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قدم له معالي وزير الحج السابق الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي عده الأول من نوعه في هذا المجال. وفي مقدمة الكتاب وعن الرعيل الأول قال المطوف فائق بن محمد بياري رئيس الهيئة التنسيقية إن مهن أرباب الطوائف تزخر بكثير من القامات السامقة من الرجال الذين قاموا على خدمتها على مدى عقود طويلة وواكبوا تطوراتها وشهدوا تحولاتها. ويضم الكتاب التوثيقي الفخم بين دفتيه لقاءات مع الرواد الأوائل نشرت في نشرة الهيئة الفصلية الرفادة من عام 1427ه إلى 1430ه. احتوى الكتاب أيضاً على تمهيد عن مؤسسات أرباب الطوائف، حيث تحدث الأستاذ محمد بن حسين قاضي الأمين العام للهيئة عن منظومة المؤسسات ومراحل الطوافة في العهد السعودي الزاهر والواجبات والمهام وغير ذلك مما يتعلق بأعمالها ولجانها. أوضح المطوف الشيخ محمد سليمان أحمد تقي - الذي كان عضوا في أول مجلس للإدارة لمؤسسة مطوفي حجاج تركييا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا عند تأسيسها، ونائباً لرئيس المجلس الثاني لها - في حديث له ل"الرفادة" نشرته في عددها "الخامس" الصادر بتاريخ 28 ذي الحجة 1429ه، الموافق 26 ديسمبر 2008م، أنه لشدة المنافسة التي كانت قائمة بين المطوفين في الماضي، كان كل مطوف يحرص على تحسين خدماته، سعياً وراء كسب رضا الحجاج والظفر بأكبر عدد منهم، وأشار إلى أن الطوافة مرت في العهد السعودي الزاهر، بأربع مراحل لتصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي من رقي وتقدم، وأن مؤسسات الطوافة نجحت نجاحاً باهراً في التفاعل مع متطلبات الحاج وتقنين الخدمات المقدمة له. وعبّر عن سروره برؤية الكفاءات الشابة والمؤهلة تتولى قيادة مؤسسات أرباب الطوائف، لتضيف إليها كثيراً من الجوانب العملية والأكاديمية. ذاكرة حية المطوف الشيخ محمد سليمان تقي، اسم معروف في عالم الطوافة، وعلم من أعلامها، بدأ ممارسة الطوافة منذ طفولته كمعاون لوالده المطوف، وشب وترعرع على حب هذه المهنة الشريفة، التي مارسها طوال فترة حياته طفلاً، ثم صبياً يافعاً، ثم شاباً، ولم يتركها وهو في هذه السن المتقدمة، له فيها سجل حافل، ومعها مشوار طويل، حيث مارس مهنة الطوافة عندما كان العمل فيها يتم بصفة فردية، كما مارسها في ظل المؤسسات، حيث كان عضواً في أول مجلس إدارة، جرى تشكيله لأول مؤسسة طوافة، ألا وهي المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وأمريكا واستراليا. ثم نائباً لرئيس مجلس إدارة المؤسسة، في التشكيل الثاني لمجلس إدارتها منذ نشأتها، ويعد بمثابة ذاكرة حية ومتنقلة لمهنة الطوافة التي عاصر كل مراحلها، وواكب كل تطوراتها، وشارك فيها كممارس وإداري. كما يعد من المتابعين لتاريخ هذه المهنة والمهتمين بها، ومن الراصدين لتطوراتها، إذ يحفظ في ذاكرته الكثير من المعلومات عنها وعن المراحل التي مرت بها. جلسنا إليه في هذا اللقاء - منصتين ومستمعين، أكثر من متسائلين ومحاورين - ليتيح ل "الرفادة"، هذه السانحة، ولقرائها فرصة الوقوف على تاريخ مهنة الطوافة. تاريخ متجذّر بدأ حواره معنا بالحديث عنها قائلا: "أولاً أشكر للمسؤولين عن هذه النشرة إتاحة هذه الفرصة للإطلالة عبرها على القراء، وأعود وأقول إنه شرف لايدانيه شرف أن أحسب من عشاق هذه المهنة الشريفة، ومن المهتمين بها وبتطوراتها، وأود أن أبدأ حديثي بلمحة سريعة عن تاريخها المتجذر، الذي بدأ بنداء الخليل إبراهيم للحج، وصولاً إلى ما مرت به من تطورات في العهد السعودي الزاهر - الذي مرت فيه بأربع مراحل _ لتصل إلى ما وصلت اليه في الوقت الحالي من رقي وتقدم، فقد كانت مرحلة التوسع والانتشار التي بدأت منذ عام 1343ه تمثل أولى هذه المراحل، حيث صدر قرار خاص لتنظيمها بتاريخ 3- 11 - 1376ه، بموجب أمر سام كريم، يقضي بإقرار نظام المطوفين، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة نلحظ قيام المطوف بزيارة الحجاج في بلدانهم، للتعرف على أكبر عدد منهم واستقطابهم، ولشدة المنافسة بين المطوفين، فقد كان كل مطوف يحرص على تحسين الخدمات المقدمة لهم لكسب رضائهم، والظفر بأكبر عدد منهم". ويواصل المطوف محمد تقي حديثه عن هذه المراحلة قائلاً: "أما المرحلة الثانية، فقد كانت مرحلة إلغاء التقارير وارساء حرية السؤال، حيث تم في هذه المرحلة إلغاء التقارير التي طبقها العثمانيون وارساء حرية السؤال، طبقاً للمرسوم الملكي الكريم الصادر من جلالة الملك فيصل - طيب الله ثراه - فأصبح المطوف في هذه المرحلة غير مقيد بتطويف جنسية معينة كما كان يحدث في السابق، وله حرية التعامل مع الحجاج الذين يفضلون خدماته من مختلف الجنسيات، والمرحلة الثالثة، والأخيرة من المراحل التي مرت بها مهنة الطوافة في العهد السعودي، فهي مرحلة التوزيع، حيث تم في عام 1395ه إلغاء نظام السؤال وتطبيق نظام التوزيع، وذلك حسب متوسطات كل مطوف في الأعوام 29- 93 -1394ه، والمرحلة الرابعة والأخيرة فهي مرحلة قيام مؤسسات أرباب الطوائف، وبداية العمل المؤسسي المنظم، والتي بدأت في عام 1395ه، بقياد مكتب الوكلاء الموحد، وانتهت في عام 1405ه، بقيام مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية. اهتمام متعاظم ويمضي المطوف الشيخ محمد تقي في سرد ذكرياته مع هذه المهنة فيقول: " هذا قليل من كثير مما اسعفتني الذاكرة على تذكره من ماضي هذه المهنة العريقة وتاريخها الموغل في القدم، كما انه جزء يسير من اهتمامات القايدة السعودية بها، منذ عهد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - مروراً بأبنائه البررة الملوك: " سعود، وفيصل، وخالد، وفهد"، يحرمهم الله جميعاً، الذين ساروا على دربه، ونهجوا نهجه، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي يتجسد اهتمامه بهذه المهنة الجليلة، ورعايته - يحفظه الله - للعاملين فيها، في تلك اللقاءات السنوية المتكررة، التي يتيحها لرؤساء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف، للتشرف بالسلام عليه، والاستماع لنصائحه وتوجيهاته السديدة، في كل عام، في رحاب مكةالمكرمة، وبجوار الكعبة المشرفة، وفي العشرة الأواخر من شهر رمضان المعظم". وبكثير من الزهو والفخر، تحدث المطوف الشيخ محمد تقي عن التطورات التي شهدتها مهنة الطوافة في عهد الملك عبدالعزيز، قائلاً في هذا الصدد: " تطورت الطوافة تطوراً كبيراً في عهد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - فبما أنه لم يكن للمطوفين تنظيم يضمن لهم حقوقهم ويحدد واجباتهم وينظم اعمالهم ويدر عليهم دخلاً مادياً ثابتاً قبل العهد السعودي، فمن مأثر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أن أول الأمور التي اهتم بها عقب دخوله إلى مكةالمكرمة وتسلمه زمام الأمور فيها، أن جمع أهل الرأي والعلماء والمثقفين فيها بتاريخ 12-5-1343ه، ليوضح سياسته وثقته في أهل هذا البلد الأمين، ووزع بلاغاً جاء فيه مما يخص المطوفين: "كل من كان من العلماء في هذه الديار، أو من موظفي الحرم الشريف، أو المطوفين ذي راتب معين، فهو على ما كتن عليه من قبل، إن لم نزده فلا ننقصه شيئا، إلا رجلاً أقام الناس عليه الحجة، أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له.. الخ". فإن ما ورد في هذا البلاغ التاريخي، يعد عهداً موثقاً للمطوفين، وبرهاناً على حرصه - يرحمه الله - على إيلاء امورهم اهتماماً خاصاً، وقد حافظ على هذا العهد كل من تولى الأمر من أبناء الملك عبدالعزيز، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - وقد كان اهتمامهم بالمطوفين دليلاً على أهمية ما يقومون به من اعمال جليلة في توفير الخدمات المباشرة لحجاج بيت الله الحرام، وحفاظاً على عهد مؤسس البلاد الذي أبقى لهذه الفئة عملها، وقد اعتبر المتابعون والمؤرخون هذا البلاغ بمثابة عهد من الملك عبدالعزيز لهذه الفئة لبقائهم على ما هم عليه من عمل، كما حرص - طيب الله ثراه - أن يضع تنظيماً لأفراد الطوائف يحدد لهم أجوراً مقابل ما يقدمونه من خدمات". نشأة المؤسسة كما تحدث المطوف محمد تقي في هذا اللقاء، حول معاصرته لنشأة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وامريكا واستراليا بقوله: "تم تأسيس أول مؤسسة من مؤسسات الطوافة، في عهد معالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع - يرحمه الله- وزير ا لحج والاوقاف آنذاك، بموجب قرار وزاري رقم 445 / م، وتاريخ 19-11-1402ه، بمسمى: "المؤسسة التجريبية لمجموعة حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وأمريكا"، وتم تشكيل مجلس إدارة للمؤسسة مكوناً من عشرة من المطوفين، برئاسة المرحوم المطوف السيد جعفر شيخ جمل الليل، كرئيس لمجلس إدارة المؤسسة، وشخصي كعضو لمجلس الإدارة، ثم اصدر معالي المرحوم الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع - رحمه الله - قرارا وزارياً آخر برقم 456/ ق / م، وتاريخ 28- 11- 1412ه، بإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة، حيث تكون التشكيل الجديد من كل من: "المطوف السيد جعفر شيخ جمل الليل رئيساً لمجلس الإدارة، والمطوف عبدالله عمر علاء الدين نائباً لرئيس مجلس الإدارة للشؤون المالية والادارية، وشخصي الضعيف نائباً لرئيس مجلس الإدارة للشؤون الميدانية"، وكذلك تعيين اعضاء لمجلس الإدارة وهم: "المطوف عبدالرحمن هرساني، والمطوف عدنان حسن خياط، والمطوف حسن رشاد عجيمي، والمطوف فوزي برنجي، والمطوف عبدالوهاب زواوي، والمطوف صديق حسن اوزبك، والمطوف عبدالقادر أحمد زكي، والمطوف غالب معلم"، ثم أصدر معالي وزير الحج الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع رحمه الله قراره رقم 6806/ 413/ 1 وتاريخ 12-9-1413ه بتعيني مستشاراً لمجلس إدارة المؤسسة، بالميزات نفسها التي كنت اتمتع بها، عندما كنت نائباً لرئيس مجلس الإدارة، على أن تتم دعوتي لحضور جلسات المجلس". مراحل العمل وحول علاقته الوطيدة بمهنة الطوافة، ومسيرته الطويلة والحافلة معها، تحدث المطوف محمد تقي قائلاً: " لقد تركت هذه المهنة آثاراً كبيرة على شخصيتي، فالطوافة هي مهنة الاجداد والآباء منذ قديم الزمان، والذين شرفهم الله بخدمة الحجاج، وسخرهم للعمل في هذه المهنة الشريفة، وخصهم برفادة الحاج ووفادته، منذ لحظة وصولهم، إلى يوم مغادرته، ولقد بدأت ممارسة عمل الطوافة منذ ان كنت صغيراً يافعاً، حيث كان والدي يحملني على أكتافه خلال قيامه بأعباء هذه المهنة وأعمالها ومهامها، وعندما اشتد عودي، وفي ربيع العمر كنت أساعد والدي - يرحمه الله - اثناء عمله في مواسم الحج، بما كنت اقدر عليه من اعمال، مثل توفير بعض متطلبات الحجاج، وحمل بعض الاغراض الخفيفة، وشراء بعض المستلزمات من الاسواق، وفي مرحلة تالية كنت اقوم بالمساعدة في تجهيز الخيام في المشاعر المقدسة، وتجهيز وسائل نقل الحجاج، وتوفير الغذاء والماء، وفي مرحلة لاحقة كنت اعمل كصبي مطوف، حيث كنت اصطحب الحجاج الى الحرم لأقوم بتطويفهم، فكبرت المسؤوليات بكبر سني، ليوكل إليّ الوالد - يرحمه الله - كل أعباء هذه المهنة عندما تقدم به العمر، وذلك بالتعاون مع اعمامي وابنائهم واخواني الكبار، وكنت اشعر بسعادة لا تضاهيها سعادة، وبارتياح كبير لقيامي بهذه الأعمال الإنسانية النبيلة، وانا في مثل ذلك العمر". مسميات المطوف ورداً على سؤالنا حول مسميات المطوف التاريخية في الماضي، أجاب المطوف محمد تقي بقوله: " كان للمطوف في بدايات مهنة الطوافة كثير من المسميات التي تنبع من جنسيات الحجاج الذين يقوم بخدمتهم، فكان الذي يقوم بتطويف الحجاج العرب، يسمى ب "المطوف"، أما الذي يقوم بتطويف الحجاج الآخرين، امثال الحجاج الهنود والحجاج الباكستانيين، فكان يسمى ب "المعلم"، أما الذي يقوم بتطويف إندونيسيا وماليزيا، وحجاج جنوب شرق آسيا، فكان يسمى ب "الشيخ"، كما كان لكل فئة من فئات مطوفي الحجاج مشيخة او معلمة، وهي بمعنى "مجلس الإدارة الذي يجمعهم"، وكان يترأسها شخص من المطوفين او المعلمين او الشيوخ، فكان الشيخ عبدالرحمن مظهر هو شيخ المعلمين، وكان مقره في برحة القطان في الشامية، وكان المقر يتكون من "صُفة"، وهي عبارة عن غرفة مخصصة للمجلس، كما كانت هنالك "مشيخة"، برئاسة الشيخ الهرساني، الذي كان يرأس المطوفين العرب، ثم تطور الأمر وأصبحت "طوائف"، مثل طائفة حجاج الهند وباكستان وسريلانكا، التي كان يترأسها الشيخ عبدالرحمن سقاط، وقد ادى هذا النظام إلى تقسيم الحجاج الى نوعين في تلك المرحلة، هما حجاج "التقارير"، وحجاج "المشاع"، أو من لم يقرر لهم مطوف محدد، وهؤلاء هم الذين يتم توزيعهم على المطوفين بعد وصولهم الى الديار المقدسة، وتم بعد ذلك إلغاء نظام التقارير، ثم إعادته وتعديله عدة مرات خلال فترة الحكم العثماني، كما جرى في تلك الفترة، تنظيم اجور المطوفين - كتعرفة عام 1326ه - وحتى ذلك التاريخ كان يعتبر الاجر الذي يتقاضاه المطوف لقاء خدماته عبارة عن إكرامية يقدمها له الحاج تقديراً لضيافته، كما يرى الحاج ويقدر، دون تحديد لقيمة الخدمات من قبل المطوف". "برزة" المطوف وتحدث المطوف الشيخ محمد تقي، حول أبرز ذكرياته مع خدمات الحجاج خلال هذه المسيرة الطويلة التي قطعها في خدمتهم، وذكر بعض مما علق بالذاكرة منها، قائلاً في هذا الشأن: "إن الذكريات كثيرة، فهي لا تعد ولا تحصى، فالمشوار طويل والأحداث التي تمر بالشخص خلاله عديدة، خاصة الذكريات الخاصة بقيامنا بزيارة الحجاج في بلادهم في بعض الاحيان، ومن الذكريات الخاصة بأعمالنا، فقد نبدأ التجهيز والاستعداد بعد عيد الفطر المبارك مباشرة لأعمال الحج القادم من كل عام، ومن الذكريات العالقة في الذهن، أن بعض المطوفين بمكةالمكرمة كانوا يقومون بعمل "البرزات" لاستقبال الحجاج بعد أدائهم لصلاة العشاء في الحرم في طريق عودتهم لمقرات سكنهم، حيث كانوا يتجمعون في هذه الجلسة لسماع مقرئ القرآن الكريم، وتناول الشاي ثم بعد ذلك يذهبون الى مساكنهم، وعند قدوم الحجاج إلى مكةالمكرمة، نقوم باستقبالهم وتسكينهم بمساكنهم المجهزة لهم، ثم نقوم بتطويفهم طوافي القدوم والعمرة للمتمتعين، ونقوم بعد عودتهم من الحرم بتقديم وجبة الافطار أو الغداء او العشاء بحسب موعد عودتهم، وعند قرب حلول الوقوف بعرفات، يقوم المطوف بتجهيز موقعه بعرفات ومنى بالخيام وما يلزم من الأدوات والمعدات اللازمة لخدمة الحجاج طيلة أيام منى، ويوم الوقوف بعرفات، لحين عودتهم لمكةالمكرمة، استعداداً للعودة لبلادهم، وكنا نسمع الأناشيد الدينية والزغاريد عند ركوب الحجاج بالحافلات للذهاب إلى منى وعرفات، وهكذا يكون الحجاج تحت نظر ورعاية المطوف، الذي يسعى لتوفير كل سبل الراحة له، فقد كانت علاقة المطوف بالحاج علاقة حميمية تمتد على مدى سنين العمر، ويبقى التواصل بين ابناء المطوف وابناء الحاج، الذين يقوم آباؤهم بتوصيتهم بالسؤال عن المطوف الذي استقبل آباءهم واجدادهم في فترات حجهم، وعن ابنائه وكل أفراد أسرته". مواكبة التطورات وتطرق المطوف محمد تقي، خلال هذا اللقاء للحديث حول التطورات التي مرت بها مهنة الطوافة في الوقت الحالي، قائلاً في هذا الخصوص: "من خلال معاصرتي لهذه المهنة ورحلتي التاريخية الطويلة معها التي امتدت لعدة عقود، فقد لاحظت التطورات الكبيرة التي مرت بها لمواكبة الزيادة الكبيرة في اعداد الحجاج، والتي تمثلت في أكبر صورها ومعانيها في قيام مؤسسات ارباب الطوائف ومنها مؤسسات الطوافة الست التي نجحت نجاحاً باهراً في التفاعل مع متطلبات الحاج، وتقنين الخدمات المقدمة له وتقديمها في قالب عصري حديث ومتطور يواكب متطلبات العصر الحديث الذي اصبحت فيه الخدمات تقدم بشكل احترافي متخصص ومدروس ومخطط له، خاصة بعض الامور التي خضعت لكثير من الرؤى الجديدة والخطط والدراسات وورش العمل كموضع التفويج لجسر الجمرات والاستقبال والسكن والنقل والإعاشة على سبيل المثال، كما نجحت هذه المؤسسات في استقطاب المطوفين وابنائهم وتوظيفهم في اقسامها وإداراتها المختلفة للاستفادة منهم ولإتاحة الفرصة لهم في مواصلة العمل في خدمة ضيوف الرحمن". واختتم المطوف محمد سليمان تقي، نائب رئيس مجلس الإدارة السابق لقاءه مع "الرفادة" قائلاً: مما يسعدني أن أرى كثيراً من الكفاءات الشابة والمؤهلة تتولى قيادة هذه المؤسسات لتضيف الى هذه المهنة الكثير من الجوانب العلمية والاكاديمية، ولتسيير دفة العمل فيها بأسلوب عصري حديث، يواكب متطلبات العصر، ويضاهي احدث وأفضل نظم الإدارة في المنشآت الخدمية المشابهة في مختلف دول العالم، فيوجد كثير من اصحاب المناصب القيادية والمناصب العليا، كالوزراء ومديري الجامعات، ووكلاء الوزارات والمهندسين والاطباء والتربويين والمهنيين اعضاء في كثير من مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف، بل رؤساء لمجالس إداراتها". السيرة الذاتية المعلومات الشخصية الاسم: محمد سليمان أحمد تقي مكان الميلاد: مكةالمكرمة تاريخ الميلاد: 1350ه الحالة الاجتماعية: متزوج، وله ولدان وبنتان المراحلة التعليمية: درس المرحلة الابتدائية بالمدرسة "الرحمانية" بمكةالمكرمة درس مرحلتي الاعدادي والثانوي بمدرسة "البعثات" بمكةالمكرمة أيضا اعماله وأنشطته كان عضواً في أول مجلس إدارة، للمؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وامريكا واستراليا. عمل نائباً لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي في حجاج تركيا ومسلمي اوروبا وامريكا واستراليا، في التشكيل الثاني لمجلس إدارتها منذ نشأتها. مآثره ومناقبه اسم معروف في عالم " الطوافة" وعلم من أعلامها بدأ ممارسة "الطوافة" منذ طفولته كمعاون لوالده المطوف الشيخ سليمان تقي يرحمه الله. شب وترعرع على حب هذه المهنة الشريفة، وله فيها سجل حافل ومشوار طويل. مارس مهنة "الطوافة" عندما كان العمل فيها يتم بصفة فردية، وذلك قبل ان يمارسها في ظل المؤسسات. يعد بمثابة ذاكرة حية ومتنقلة لمهنة "الطوافة" التي عاصر كل مراحلها، وواكب جميع تطوراتها، وشارك فيها كممارس وإداري. يعد من المتابعين لتاريخ هذه المهنة والمهتمين بها، ومن الراصدين لمسيرتها، إذ يحفظ في ذاكرته الكثير من المعلومات عنها، وعن المراحل التي مرت بها.