بدأت امس الاثنين عملية التصويت في ثاني انتخابات في جمهورية الكونجو الديمقراطية بعد الحرب بعد أن تحدى منظمو الانتخابات مخاوف من أن تأجيلها سيكون ضروريا للتعامل مع مشكلات لوجستية ومنتقدين طالبوا بإعادة النظر بسبب مخالفات. وبعد تأجيل الانتخابات أكثر من مرة اتجهت المرحلة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى العنف في العاصمة في مطلع الأسبوع. وألغيت الحملات الحاشدة النهائية نتيجة اشتباكات بين أنصار مرشحين متنافسين وفتحت قوات الأمن النار على حشود ومنع المنافس الرئيسي على منصب الرئاسة من شن حملته الانتخابية.وستكون الانتخابات التي يواجه فيها الرئيس جوزيف كابيلا 10 من المنافسين ويتنافس فيها اكثر من 18500 مرشح على 500 مقعد في البرلمان اختبارا لمدى التقدم الذي أحرزته البلاد في عملية الاستقرار بعد سوء إدارة استمرت عشرات السنين وحربين خلال السنوات الخمسة عشر الماضية. وفي بلدة جوما بشرق البلاد التي شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في وقت متأخر قليلا لكن الآلاف اصطفوا للإدلاء بأصواتهم.وقال جويل مويسو وهو طالب لرويترز "أنا سعيد لأنني أدليت بصوتي. أريد التغيير لذلك أتمنى أن يتقبل الخاسرون النتيجة. لا نريد مشاكل."كما رأى شاهد من رويترز سكانا في العاصمة كينشاسا يدلون بأصواتهم بعد تعطيل في بادئ الامر.وقال دانييل نجوي مولوندا رئيس اللجنة الانتخابية إن البلاد ستثبت خطأ المنتقدين من خلال إجراء انتخابات سلمية ولها مصداقية.وأضاف عشية الانتخابات "أي شخص يذهب للتصويت غدا سيكون عرسا للديمقراطية. الشعب الكونجولي سيتخذ الخطوة الثانية في تعزيز نظامه الديمقراطي. لقد أوفينا بوعدنا."وترجع الشكوك المحيطة بالانتخابات إلى التأجيل أكثر من مرة طوال العملية مما يعني أن الاستعدادات للانتخابات تمت في آخر لحظة وكانت تتسم بالفوضى في بعض الأحيان.وتمت الاستعانة بقوات من الأممالمتحدة وبطائرات هلكيوبتر من أنجولا وجنوب افريقيا لنقل مستلزمات الانتخابات إلى 60 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد التي يسكنها 32 مليون نسمة.ومن المقرر ظهور النتائج الأولية في السادس من ديسمبر كانون الأول.لكن حتى في العاصمة شكا ناخبون من عدم معرفتهم لأماكن التصويت حتى اللحظة الاخيرة نتيجة نقل مراكز اقتراع وأخطاء في قوائم الناخبين.كما ان المعارضة احتجت على أن قوائم الانتخابات لم يتم تنقيحها بشكل ملائم مما يؤدي إلى تلاعب محتمل. وبعد اندلاع لأعمال العنف خلال الحملة كانت هناك مخاوف أيضا من نتائج ربما يطعن البعض في صحتها.وقال الرئيس كابيلا مخاطبا المواطنين أن قوات الامن اتخذت كل الإجراءات اللازمة لحماية السكان وحذر من العودة للعنف.ومضى يقول "لقد قطعت بلادنا طريقا طويلا من الحرب والصراع بمختلف أنواعه. لابد أن نحرص على عدم العودة لذلك الوضع."