قال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي لرويترز اليوم الثلاثاء إن المجلس عين أسامة الجوالي رئيس المجلس العسكري في الزنتان وزيرا للدفاع.وكلف الجوالي بوزارة الدفاع في إطار تشكيل حكومي غلب عليه الليبراليون العلمانيون ولم يعط أدوارا رئيسية للإسلاميين الذين يسعون لتولي السلطة منذ سقوط معمر القذافي.وبعد ثلاثة أشهر من تمرد مسلح أنهى حكم القذافي الذي استمر 42 عاما يواجه المجلس الوطني الانتقالي مهمة تحقيق توازن بين الفصائل الإقليمية المتنافسة والمعسكرات الايديولوجية التي تسعى جميعها للحصول على نفوذ في ليبيا الجديدة. وقال مصدر في المجلس اطلع على قائمة الوزراء المعينين إنه جرى الاتفاق على التشكيلة الحكومية الجديدة التي ستدير البلاد إلى حين إجراء انتخابات خلال اجتماع عقد في وقت متأخر من أمس الاثنين.لكن في مؤشر على التوترات المحيطة بالتشكيل الحكومي قال وزراء في وقت لاحق إن بعض أعضاء المجلس الوطني الانتقالي تناقشوا مجددا بعد الاتفاق على التعيينات. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "بعض الناس لا يقبلون بعض الأسماء." ولم يتضح المناصب التي ما زال يجري النقاش حولها.وأضاف المصدر أن من الوزراء المعينين ابراهيم الدباشي نائب سفير ليبيا السابق لدى الأممالمتحدة الذي عين وزيرا للخارجية وحسن زقلام وهو مسؤول كبير بصناعة النفط الليبية وعين وزيرا للنفط في حين أعيد تعيين علي الترهوني وزيرا للمالية.والجوالي ضابط سابق في الجيش الليبي قامت قواته من الزنتان بدور محوري في الهجوم على طرابلس الذي أنهى حكم القذافي في أغسطس آب. ولم يظهر سابقا باعتباره منافسا على وزارة الدفاع.لكنه بدأ يسعى فيما يبدو لتولي المنصب بعد أن اعتقلت القوات التابعة له يوم السبت سيف الإسلام القذافي الذي تطلب المحكمة الجنائية الدولية تسلمه لمحاكمته. وتنافس إسلاميون أيضا على منصب وزير الدفاع بعد أن ظلوا مضطهدين لسنوات خلال حكم القذافي وأصبح نفوذهم متزايدا خلال الفترة التي أعقبت سقوطه. وذاع صيت الدباشي عقب اندلاع الانتفاضة في ليبيا في فبراير شباط عندما أعلن انشقاقه عن نظام القذافي وانحيازه للانتفاضة. ومن المتوقع أن يعلن المجلس الوطني الانتقالي رسميا تشكيلة الحكومة امس الثلاثاء.وقال عبد الرحيم الكيب المكلف بتشكيل الحكومة إنه سيختار الأكفأ لقيادة البلاد نحو الديمقراطية وليس من لهم الثقل السياسي الأكبر. وقال في مؤتمر صحفي مع السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن الكفاءة ستكون هي المعيار الأساسي وإن هذا سيتيح إشراك كل المناطق الليبية في الحكومة. وأضاف أنه يسعى لأن تكون الحكومة الجديدة متماسكة وقادرة على أداء مهمتها.وتشوب عملية بناء المؤسسات الجديدة توترات بين الفصائل العسكرية والإقليمية التي تريد نصيبا في السلطة السياسية بعد أن لعبت دورا في الإطاحة بالقذافي. واتضحت هذه التوترات جليا عند اعتقال سيف الإسلام في الصحراء الليبية. فبعد أن اعتقله مقاتلون من الزنتان يوم السبت نقلوه بطائرة شحن سوفيتية الصنع إلى منطقتهم بالجبل الغربي ويحتجزونه هناك إلى حين تشكيل الحكومة المركزية. وهم يقولون إن هذا يهدف إلى ضمان سلامته بعد مقتل والده على يد مجموعة أخرى من المقاتلين أمسكت به في مسقط رأسه سرت الشهر الماضي.