إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراق والدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لمحزونون، فهو المعروف بحبِّه لوطنه، وإخلاصه له، وتفانيه في خدمته لأكثر من ستين عاماً، وهو الذي نال ثقة والده المؤسس الملك عبدالعزيز رحم الله الجميع، متقلّداً أكثر من منصب مهمّ في حياة الملك المؤسس.إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رجلٌ وفّي بما عاهد عليه ملوك المملكة العربية السعودية وشعبها، وأخلص في أداء الأمانة الموكلة إليه من قبل ولاة أمر البلاد، وأسهم في تحقيق أمن البلاد ورغد العيش، ودعم مسيرة التنمية والتطور الذي عاشته ولا تزال تعيشه المملكة، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته. إنه ليس بخفيٍّ على أحد ما قدّمه هذا الرجل العظيم لوطنه، إذ بدأ برئاسة الحرس الملكي في عهد والده الملك عبدالعزيز رحمهما الله، ثم تولى إمارة الرياض، ثم وزارة الزراعة، ثم وزارة المواصلات، ثم وزارة الدفاع والطيران ومنصب المفتش العام، كما تولى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في عهد أخيه الملك فهد رحمه الله، ثم منصب وليّ العهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي جميع هذه المراكز حرص الأمير سلطان رحمه الله على خدمة دينه ووطنه بإخلاص وصدق وتفانٍ ؛ وكان في ذلك صابراً قوي التحمل والحزم، ذا رأي سديد ثاقب. لقد خدم رحمه الله القوات المسلحة السعودية وكافة قطاعاتها بما قدّمه من دعم لها طيلة المدة التي تولى فيها وزارة الدفاع والطيران، ليُسهم في تحصين البلاد بدرعٍ دفاعي قويّ، كان له الفضل بعد الله في ردع كل متربصٍ بسيادة المملكة وأمنها.لقد كان للجانب الإنساني في حياته رحمه الله ثقلٌ كبيرٌ على شخصيته، إذ عُرف بالرحمة ورقّة القلب، وحبّ عمل الخير ومساعدة المحتاجين، وقد ترجم ذلك في مؤسساته الخيرية التي خدمت داخل الوطن وخارجه، مثل مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، ومركز الأمير سلطان لرعاية المعاقين، ومدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، وغيرها، فكان رحمه الله قريب الدمعة، شديد التعاطف مع القضايا الإنسانية، مُبادراً إلى مدّ اليد البيضاء إلى من يحتاج العون والمساعدة، ولا عجب أن عُرف عند الشعب بلقب سلطان الخير، جعل الله ذلك ذخراً له يوم القيامة، وأكرم به مثواه حين يلقاه. واننا لنرفع باسمي وباسم منسوبي الجامعة كافة صادق التعازي والمواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأسرة المالكة الكريمة، وإلى الشعب السعودي كافة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وليّ العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، معتبراً وفاته فاجعةً عظمى، ومصيبةً كُبرى للوطن، لا يملك الإنسان أمامها إلا الرضا والتسليم، بقضاء الله وقدره. * مدير الجامعة الإسلامية