لقد فقدت المملكة رجلاً من رجالاتها المخلصين الذين قدموا الكثير لهذا البلد من خلال مناصبه المتعددة التي تقلدها منذ دخوله المعترك السياسي في عام 1362 ه عندما عينه والده الملك عبد العزيز رئيسًا للحرس الملكي. ثم أميرًا على منطقة الرياض ووزيرًا للزراعة والمياه ثم وزيرًا للمواصلات الى ان عين في 3 جمادى الآخرة 1382 ه الموافق 21 أكتوبر 1962 وزيرًا للدفاع والطيران والمفتش العام ثم نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ثم وليًا للعهد ونائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبة السابق . كان الحامي لهذه الأرض الطيبة ومقدساتها ومنجزاتها الحضارية والإنسانية براً وبحراً وجواً وترأس العديد من اللجان والهيئات التي ساهمت في تطور التعليم وحماية الحياة الفطرية والبيئة والصناعات الحربية والتوازن الاقتصادي والشؤون الإسلامية والسياحة، كما شارك سموه في معظم الوفود السعودية الرسمية لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، و كانت له أيادٍ بيضاء في جميع المجالات الحيوية والإنسانية في كل بقعة من بقاع العالم وسجل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج والمشاريع الإنسانية والاجتماعية و تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. ودعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، والتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم .فحصل على العديد من أوسمة الشرف ونياشين الشجاعة والعديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من دول العالم المختلفة . إن رحيل سموه عن دنيانا خسارة فادحة ومصاب جلل أحزن جميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة خاصة والشعوب العربية والإسلامية والإنسانية عامة لأنه رجل العطاء والنبل والشرف ولكننا لا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره والدعاء لسموه بالمغفرة والرحمة وللأسرة المالكة وكافة الشعب السعودي بالصبر والسلوان . حفظ الله لهذا الوطن أمنه وأمانه في ظل قيادته الرشيدة مدير عام بريد المنطقة الشرقية