فقد الوطن بأسره ركناً رئيساً في أركانه إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان نعم العضد للمليك المفدى حفظه الله..وقد فقدت البلاد رجلا مسؤولاً حكيماً فعلى الصعيد السياسي شارك رحمه الله في معظم الوفود السعودية الرسمية التي ترأسها الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة كما ترأس العديد من الوفود الرسمية في زيارات خارجية ومنها وفد المملكة في احتفالات هيئة الأممالمتحدة عام 1985م في ذكرى مرور أربعين عاماً على تأسيسها ..وكذلك في الذكرى الخمسين لها عام 1995م كما رأس رحمه الله وفد المملكة في الاجتماع العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد في مقر المنظمة بنيويورك عام 2005م إلى جانب رئاسته لوفد المملكة في قمة أوبك الثالثة ..كما تقلد الأمير سلطان بن عبد العزيز العديد من المناصب منذ عهد والده المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله فقد كان رئيساً للحرس الملكي السعودي عام 1362ه ثم أميراً للرياض عام 1947م فوزيراً للزراعة ووزيراً للمواصلات ثم عين وزيراً للدفاع منذ عام 1962م ثم تقلد منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء 1982م ثم ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 2005م.. وأما على المستوى الانساني فقد كان سجل سموه حافلاً بأعمال الخير في داخل البلاد وخارجها ولم يقصده أحد لطلب العلاج والمساعدة إلا كان سّباقاً كريماً باذلاً للخير في كل جانب وقد أسس في هذا المضمار مؤسسة سلطان الخيرية عام 1995م لتحقق العديد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية وتنبثق منها مدينة سلطان للخدمات الإنسانية للتأهيل الطبي والفحوصات والخدمات الطبية والتنموية للطفل وكذلك برنامج سلطان للاتصالات الطبية والتعليمية لتقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي والطب الاتصالي و أيضاً مركز سلطان للعلوم التقنية (سايتك) المعني بنشر مبادئ المعرفة وابتكار العلوم والتقنية فضلاً عن مشروعات مؤسسة سلطان الخيرية للإسكان وغيرها من المشروعات الخيرية كما أسس على المستوى الدولي لجنة الأمير سلطان الخاصة بالإغاثة الإنسانية إلى جانب دعم سموه رحمه الله لعدد من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الداخل والخارج وقد شارك إخوانه الملوك من السابق الملك فيصل والملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله في العديد من المهام والمسؤوليات التي كان يضطلع بها إبان حكمهم المفدى وكان نعم العضد ونعم المعين للملك عبدالله حفظه الله..وللأمير سلطان العديد من الانجازات في قطاع الطيران الحربي والمدني وقد حققت المطارات في عهده تقدماً ونمواً ملحوظاً على كافة المستويات وغطت شبكتها أنحاء المملكة المترامية الأطراف وحظيت المملكة بمكانة مرموقة في المنظمات الدولية وكذلك الأمر في جانب الخطوط السعودية التي وضع اللبنات الأولى لبناء صرحها وأسطولها.. هذا وقد اشتهر الأمير سلطان بمواقفه النبيلة في لمّ الشمل والإصلاح ونبذ الفرقة إذ عمل على تحسين العلاقات مع الدول والشعوب الإسلامية وفي مقدمتها الجمهورية العربية اليمنية من خلال ترؤسه للجنة العليا المشتركة واللجنة الخاصة بين البلدين وللأمير سلطان مشروع صندوق لدعم مشاريع السيدات لإيمانه بحق المرأة وأهمية دعمها فقد دعم الصندوق ب 20مليون ريال وهو يعنى بتقديم الدعم للسيدات فقط ويشمل جانب التأهيل والتدريب والتمويل المالي بدون فوائد وكذلك الدعم الفني لسيدات الأعمال وأعمالهن التجارية وقد حظيت أعماله الخيرية رحمه الله بالتقدير من العديد من المنظمات إذ منحت مؤسسات مجتمع مدني عاملة في مجال التنمية وحقوق الإنسان الأمير سلطان رحمه الله – وبتزكية- عالمية- لقب (رمز الإنسانية) للعام 2005 م وجاء الاختيار بإجماع الهيئات الاستشارية والمشرفة والعاملة في مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان والمراكز المشتركة لنشر ومراقبة التأهيل وكذلك مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل ودار الاستشارات الطبية ومؤسسة العالم للصحافة و النشر والتوزيع . رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز فقد كان دؤوبا في العمل مثابراً متابعاً لكل صغيرة وكبيرة ولمّاحاً فطناً يسأل ويناقش ويدقق ليبلغ ما يشرف عليه من أعمال غاية الإتقان وأذكر له بعض المواقف الرائعة من خلال حضوري بعض الاجتماعات بمعية رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في عملي السابق – التي تؤكد إلمامه بتفاصيل الأعمال وحرصه على إتقان إنجازها ودعمه الكبير للقطاعات التي تعمل تحت إشرافه وحرصه على تذليل أي عقبات تواجهها ..ومما أذكره بعد تشغيل مطار الملك عبد العزيز الدولي أن رفع أحد المختصين مالاحظه من ارتياد الناس للحدائق حول المطار والنزهة فيها وطلبه تقنين ذلك فما كان من سموه الكريم رحمه الله إلا الأمر بإفساح المجال للمواطنين ليجلسوا أينما شاؤوا فهذه بلادهم وهذه ممتلكاتهم ..وكان يركز في أي مقترح أو مشروع نظام أو لائحة على عدم الإضرار بالموظفين أو المواطنين ومراعاة ذلك فيما يرسل إليه من توصيات... دوحة الشعر .. أمير في تواضعه احترام يتوج هامه طبع نبيل وان ضاقت بمحروم حياة فأنت العون ..انت به كفيل فكم داويت أسقاماً لقوم ويقصد بابك المرء العليل وتُعرف بإبتسام الوجه دوماً بشوشاً أيها البدر الجميل ولو نطق المطار وكل غرسٍ غرست لنا لقال ..كما نقول