اكتست المملكة بسواد الحزن في وفاة سلطان الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- صباح الأمس الباكر إثر مرض عضال عانى منه طويلا، عن عمر يناهز 85 عاماً, وقد عُرف عنه -غفر الله له- حبه للخير وقد كانت آخر أعماله في الخير هي توجيهه الكريم باستضافة الفائزين بالمراكز الأولى في جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين في دورتها السادسة لأداء فريضة الحج لهذا العام 1432ه على نفقته الخاصة قبل أربعة أيام في يوم الأربعاء المنصرم الموافق 21/11/1432ه، كما وجه بطبع وتجهيز ما يلزم توزيعه في المشاعر المقدسة من المصاحف والكتب والنشرات والأشرطة وغيرها باللغة العربية واللغات الأخرى وتجهيز مكتبة متكاملة لمعسكر القوات المسلحة بمنى واستضافة العلماء والمشايخ لإلقاء المحاضرات والإجابة عن أسئلة واستفسارات الحجاج وإعداد العروض المصورة لتثقيف الحجاج وتوعيتهم. "الرياض" التي آلمها الخبر تعرض في تقريرها جانبا بسيطا من حياة المغفور له سلطان الخير، من أحبه الشعب من حبه لأعمال الخير عندما نبحث عن تاريخ حياة سلطان الخير وبدايته السياسية نجد أن بداية دخوله للحياة السياسية كانت في عام 1362ه عندما عينه والده الملك عبدالعزيز رئيسا على الحرس الملكي، وفي 1 ربيع الآخر 1366ه الموافق 22 فبراير 1947 عين أميرا على منطقة الرياض , وبعد وفاة والده وتولي أخيه الملك سعود الحكم عين في 18 ربيع الآخر 1373 ه الموافق 24 ديسمبر 1953 وزيرا للزراعة والمياه , وفي 20 ربيع الأول 1375 ه الموافق 5 نوفمبر 1955 عين وزيرا للمواصلات ، وظل بالمنصب حتى 1 ربيع الآخر 1380 ه الموافق 22 سبتمبر 1960 , وفي 3 جمادى الآخرة 1382 ه الموافق 21 أكتوبر 1962 عين وزيرا الدفاع والطيران والمفتش العام، وهي الوزارة التي تولى مسؤوليتها حتى وفاته، وبعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في 13 يونيو 1982 وتولي أخيه فهد بن عبد العزيز آل سعود الحكم عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسؤوليته كوزير للدفاع , وبعد وفاة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في 1 أغسطس 2005 وتولي أخيه عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحكم عين وليًا للعهد ونائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبه السابق. في الجهة الأخرى تولى - المغفور له بإذن الله - رئاسة عدد من المجالس واللجان وهي : رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني , رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية , رئيس اللجنة العليا للتوازن الاقتصادي , رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية , رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها , رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية , الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية , رئيس اللجنة الوزارية للبيئة , الرئيس الأعلى للخزن الاستراتيجي , رئيس اللجنة الخاصة في مجلس الوزراء , رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم , رئيس اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري , رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء , رئيس مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية , رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي-اليمني ورئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي- القطري. كما ناب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في رئاسة المجالس والهيئات التالية : نائب رئيس الهيئة العليا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , نائب رئيس مجلس الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن , وقد حصل على عدد من الأوسمة في حياته من أبرزها : الوسام الوطني التشادي (تشاد) , وسام الأسد الوطني - الرصعة الكبرى (السنغال) , وسام الاستحقاق الوطني - الرصعة الكبرى (فرنسا) , وسام الجران كراتشي (إيطاليا) , وشاح الملك عبدالعزيز - الطبقة الأولى (السعودية) , وسام أمية ذو العقد (سوريا) , وشاح النيل (مصر) , وسام الكويت ذو الوشاح - الطبقة الأولى (الكويت) , أعلى وسام في النيجر (النيجر) , وسام المحرر الأكبر - الطبقة الأولى (فنزويلا) , نيشان قائد أعظم (باكستان) , وشاح الشرف (السودان) , أكبر وسام من درجة السحاب المبارك (الصين) , وسام مها بوترا اويراونا (اندونيسيا) , وسام مونو من درجة ضابط أكبر (توجو) , الوسام المحمدي - الدرجة الثانية (المغرب) , وسام فارس - الدرجة الكبرى (السويد) , وسام فارس الدولة - الدرجة الأولى (ماليزيا) , وشاح العلم - الطبقة الأولى (الدنمارك) , وسام نجمة فلسطين - الدرجة الممتازة (فلسطين) ووسام الوحدة - الدرجة الأولى (اليمن). وعلى صعيد حياته الشخصية وأبنائه كان –يرحمه الله- لديه 18 من الأبناء وهم (الأمير خالد، الأمير فهد، الأمير تركي، الأمير فيصل، الأمير بندر، الأمير نايف، الأمير بدر، الأمير سعود، الأمير محمد، الأمير نواف، الأمير منصور، الأمير عبدالله، الأمير سلمان, الأمير أحمد، الأمير مشعل، الأمير فواز، الأمير عبدالإله، والأمير عبدالمجيد) و15 من البنات وهن (الأميرة نوف، الأميرة جواهر، الأميرة البندري، الأميرة لولوه، والأميرة لطيفة , الأميرة العنود , الأميرة نوره، الأميرة منيرة , الأميرة عتاب، الأميرة ريمه، والأميرة سارة, الأميرة دعد, الأميرة ديما , الأميرة عبير والأميرة مشاعل). نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يصبر الشعب على فراق محبوبها صاحب الأيادي البيضاء.