جدة - بخيت الزهراني - شاكر عبدالعزيز تصوير - خالد الرشيد .. رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مساء امس فعاليات المنتدى العربي الأول لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد 2008 م الذي تنظمه الجمارك السعودية وحماية العالمية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة بحضور أكثر من 1000 خبير ومهتم ومشارك وذلك بفندق هيلتون جدة . وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى رئيس مجلس ادارة شركة حماية العالمية أحمد الحمدان كلمة بين فيها أن المنتدى هو أول منتدى عربي يهتم بحماية المستهلك ويبحث في وسائل وآليات مكافحة الغش التجاري والتقليد ويناقش طرق حماية حقوق الملكية الفردية . وأبان أن المنتدى يأتي في وقت الجميع بحاجة إلى التكاتف والتعاون لصياغة آليات فعالة لمواجهة خطر يتربص بالصحة والسلامة واستقرار الاقتصاد والأمن وهي قضية الغش التجاري عادا أياها من أهم قضايا القرن الحادي والعشرين ومشيرا إلى أن الآثار السلبية للغش التجاري على الاقتصاد العالمي قد تم تقديرها بما يزيد على 780 مليار دولار سنوياً منها 50 مليار دولار للدول العربية و 13 مليارا لدول الخليج و 5 مليارات للسوق السعودية . وقال : لقد استشعرت حكومة المملكة العربية السعودية الخطر الداهم ، فكان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة بإنشاء جمعية حماية المستهلك دليلا واضحا على هذا الاهتمام ورؤية ثاقبة لأهمية زيادة الوعي لدى المستهلكين . مؤكدا أن مواجهة ظاهرة الغش التجاري تتطلب التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي، وفي الوقت الذي يتطلب من المستهلك بأن يتحرى الدقة في اختياره ،ووكلاء العلامات الأصلية أن يعملوا على جذب المستهلك ، حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة بين سعر المنتج الأصلي والمغشوش . بعد ذلك القى معالي وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف كلمة بين فيها أن هذا المنتدى يمثل نموذجاً جيداً للعمل المُشتَرك بين القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية في مجال مكافحة ظاهرة الغش والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية . وشدد معاليه على أن هذه الظواهر العالمية أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على الدول والمجتمعات كافة وتعد ظاهرة سلبية مصاحبة للعولمة والانفتاح الاقتصادي العالمي وتحرير التبادل التجاري بين الدول كما تشكل عائقاً لجهود التنمية الاقتصادية . وأبرز العساف ما تتعرض له صحة وسلامة المستهلك من خطر نتيجة للممارسات غير المشروعه على اعتبار أن معظم السلع المقلدة والمغشوشة لها ارتباط مباشر بحياة وصحة المستهلك مثل المواد الغذائية والأدوية والأجهزة الكهربائية وقطع الغيار والإطارات مبينا أن المستهلك أصبح ضحية لهذه الممارسات المنافية للدين والأخلاق والمواثيق الدولية . وأكد الدكتور العساف أن مصلحة الجمارك السعودية تولي عنايةً خاصة لمكافحة ظاهرة الغش التجاري والتقليد وانتهاك حقوق الملكية الفكرية على كافة المستويات الإدارية والتنفيذية إلى جانب التعاون مع الجهات ذات العلاقة للتأكد من مطابقة السلع الواردة للمواصفات القياسية المعتمدة وأنها غير مُقَلّدة أو مغشوشة . عقب ذلك ألقى مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس نبيل الملا كلمة أوضح فيها أن مشاركة وزارة التجارة في هذا المنتدى سيكون له الأثر في تبادل الخبرات مؤكدا أن الغش التجاري ظاهرة تزعزع المنتجات الأصلية وأصحاب الشركات التي تتكبد الخسائر الفادحة التي تضر بالاقتصاد الوطني مطالبا بضرورة التعاون لمحاربة هذا الوباء والقضاء عليه والتي وصلت خسائره إلى مليارات الدولارات . وأشار إلى أن المملكة قد انضمت لثلاث اتفاقيات في هذا الإطار وهي في طريقها للانضمام لاتفاقية رابعة بعد ما وجهت الحكومة الرشيدة بإنشاء أجهزة متخصصة في وزارة التجارة والصناعة لمكافحة الغش التجاري . بعد ذلك ألقى الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري كلمة بين فيها أن المنتدى يأتي ضمن سلسلة لقاءات خطط لها وتهدف إلى حماية المستهلك من الغش . وعد حماية المستهلك بأنها أساس لقضية كبيرة دأبت جامعة الدول العربية على الحفاظ عليها مشددا على ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين وتعريف المواطن بكيفية التعرف على الغش التجاري واليات التخلص منه . عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة رحب فيها بالمشاركين في المنتدى العربي الأول لحماية المستهلك من الغش التجاري الذي يعقد على أرض الحرمين الشريفين لوضع الآليات والاستراتيجيات الكفيلة بحماية المستهلك وترسيخ حقوق الملكية الفكرية . وأكد سموه أن اجتماع أهل الاختصاص على المستويين العربي والعالمي يتيح الفرصة للحوار وتبادل الرؤى والاستفادة من التجارب العالمية التي نجحت في التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد والاحتكار والتلاعب بمصالح المستهلكين ومحاربة قرصنة السطو على حقوق الملكية الفكرية للغير وما يترتب على ذلك من إحباط لهمم المبدعين وإعاقة حركة الابتكار والتطوير والتأثير سلبا على الاستثمارات الوطنية والعالمية . وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن المملكة أدركت خطورة هذه الظاهرة التي استشرت في العالم فأنشأت جمعية حماية المستهلك لمراقبة السوق وتجريد الحملات لتوعية المواطن ورفع درجة الوعي لديه وحمايته من الاستغلال منوها بدور الجمارك السعودية وحماية العالمية في الترتيب لعقد هذا المنتدى بالتعاون مع جامعة الدول العربية والغرفة الإسلامية للصناعة والتجارة وبدعم مجموعة من الشركاء والرعاة من أجل حشد الجهود وتوحيدها في هذا المضمار حفاظا على اقتصاديات الدول وضمانا لحقوق المبدعين وتحفيزا لساحة التطوير والتحديث . وفي ختام الحفل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من معالي وزير المالية .