أستطيع القول إن الفلسطينيين استطاعوا أن يحققوا انتصارين في معركتهم المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، الأولى كانت بتقدم طلب العضوية لدولة فلسطين في الأممالمتحدة وثبات الموقف الفلسطيني تجاه هذه الخطوة، والانتصار الثاني كان نجاح صفقة ( وفاء الأحرار) التي يتم بموجبها الإفراج عن أسير الاحتلال شاليط مقابل 1027 أسيراً واسيرة من سجون الاحتلال. قد يتساءل البعض عن ربطي بين الموضوعين : إعلان الدولة وصفقة وفاء الأحرار !! وما العلاقة بين الخطوتين !! إن الفرحة التي عمّت الشارع الفلسطيني بالإضافة إلى مقدار التفاعل والتجاوب العربي لكلا الموضوعين بالإضافة إلى عودة القضية الفلسطينية لتتصدر الأحداث العالمية ولتعيد لها جزءاً مهماً من الحضور العالمي، لذا كان لابد من الانطلاق من هاتين الخطوتين نحو المستقبل والعمل الجاد من أجل فلسطين وقضيتها وذلك من خلال : - جرى رفع رصيد الشعب الفلسطيني خاصة في ظل الربيع العربي وأعادت للشعب الفلسطيني ولقضيته مكانته وقيمته بعد ما أصابها جراء الانقسام الفلسطيني وما تبعه. - بعد خطاب ابو مازن في نيويورك وأثناء عودته تحدث عن المصالحة وعن التوجه الحقيقي نحوها وكذلك في خطاب مشعل حول الصفقة تحدث عن المصالحة وتفعيلها، وما ينتظره الشارع الفلسطيني الآن في ظل الربيع الفلسطيني هو التوجه الحقيقي نحو المصالحة وأن تكون حقيقة على أرض الواقع لا مجرد كلمات أو حبر على ورق، لذا لابد من وقف الاعتقال السياسي فوراً بل وتحريمه على الشعب الفلسطيني فليس من المعقول الاحتفال بعودة وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال والسجون الفلسطينية تضم بين جدرانها أبناء هذا الشعب!! كيف لنساء وأمهات فلسطين أن تكتمل فرحتهن ولازال أبناء لهنّ في سجون الإخوة!! وهنا الأصل أن يكون هنالك دور مهم وفعال للأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار من أجل إحقاق المصالحة ولعب دور مهم في تحويلها إلى فعل واقع على الأرض. - طلب إعلان الدولة وصفقة وفاء الأحرار ترفع كل الذرائع الموجودة لبقاء حصار غزة، والأصل رفع هذا الحصار عربياً وعالمياً بل وملاحقة الاحتلال قضائياً إذا أبقى هذا الحصار. صفقة وفاء الأحرار ترفع من سقف مطالب الأسرى المضربين عن الطعام حالياً بالإضافة إلى أنها نزعت كل الأسباب من أيدي الاحتلال لإبقاء الأسرى بهذه الحال وإعادة الحقوق المسلوبة لأسرانا ووقف سياسات الظلم والانتهاك لحقوق الأسرى، فحكومة الاحتلال الإسرائيلي قامت مؤخراً بسلسلة قرارات ظالمة ضد أسرانا وقامت بسحب مجموعة من الإنجازات منهم بحجة شاليط، أما الآن فلا يوجد للاحتلال أي حجة سوى أنه احتلال يضرب القوانين بعرض الحائط. ثامر سباعنة