تصوير - المحرر .. شارع الرغامة غرب المتحف الشهير في شرق جدة متحف الرغامة، تحول إلى مصيدة للسيارات، وإلى عقبة حقيقية أمام العابرين، وصار مرتعاً لمياه راكدة متدفقة باستمرار لا تتوقف ليل نهار ومنذ سيول جدة الأولى، إنها قصة اغرب من الخيال، ولكن هذه هي الحقيةة كما قالها لنا سكان لمكان المحيط بالشارع، بعد أن وقفت "البلاد" على الموقع، وشاهدنا حجم المعاناة، وهنا تقرير مصور عمار رأينا هناك. الشاريع المنسي في شارع الرغامة التقينا بعدد من المواطنين والسكان في محيط المكان، وتحدث لنا كذلك عدد من عابري الشارع عن معاناتهم مع شارع تحول إلى أخاديد بعد أن "نسيته" كل من امانة جدة، وشركة المياه الوطنية - بحسب تعبير الذين تحدثوا لنا- واصبح عبور السيارات - وخاصة الصغيرة - مها يشكل عقبة كبيرة، ولقد وجدنا سيارة كابرس متوقفة من دون صاحبها، بعد ان تلقت ضربة قاضية من الحفر العميقة، وراح صاحبها يفتش عمن يخدمه بسحبها من المكان او اصلاحها حتى تغادر عرض الشارع الذي جثمت فيه، خلال جولتنا بالمكان. ثلاثة أسباب وقالوا: إن مياهاً جوفية واخرى قادمة من الشبكة وثالثة من تكوينات وعائية وسط التلال القربية ، صارت تتدفق على الحي المحيط بالشارع منذ سيول جدة الاولى "!!" " وهنا تقوفنا لنتأكد من المعلومة - منذ سيول جدة الأولى - معتقدين أنها غير دقيقة بسبب غرابتها حتى أكد لنا الأهالي والسكان ان حفراً خلف بيوتهم ووسط التلال القريبة كانت قد امتلئت بمياه السيول ولازالت تغمرها المياه حتى الآن، الأمر الذي يعزز فرضية ان تكون المياه الكثير لتلك الحفر قد تسربت من تحت سطح الارض الى اساسات البيوت وبالتالي الى الشارع الرئيسي شارع الرغامة. إهمال طويل وقالوا : لا أحد يصدق ان تهمل أمانة جدة وشركة المياه الوطنية هذه المياه كل هذه الفترة الزمنية حياً فيه مساكن المواطنين وأسرهم واطفالهم وكذلك شارع مهم ينقل حركة ضخمة من السيارات على مدار الساعة ليس للحي وحسب ولكن لكثير من احياء شرق جدة، حتى ادى ذلك الى تسرب المياه الى بدرومات مساكن المواطنين وادى ذلك ايضاً الى ظهور تشققات على الفلل والعمارات والى اتلاف شارع مزدوج بمياه ملوثة، حولت الشارع الى حفر وعائية واحاديد، صارت تتخبط فيها سيارات الناس فيما (الامانة) و(شركة المياه) تملكان الامكانيات ولله الحمد، على وفق هذه الاشكالية المزعجة للسكان والمواطنين على مدار الساعة. برك المياه وخلال جولة (البلاد) في الشارع لاحظنا ان بركة مياه كبيرة قد تكون في أحد اتجاهات الشارع وبشكل ضخم جداً نتيجة تصميم الشارع، ثم صارت المياه تتدفق من هذا الاتجاه من الشارع الى الاتجاه الآخر متقوم باعطائه هو الآخر‘ ورأينا السيارات تقلل من سرعتها حتى تتوقف تماماً، ثم راح سائقوها يحاذرون المرور وسط حفر ممتلئة بالمياه واخرى أقل، وقلوب الجميع تترقب كارثة تحيق باسفل وباطن سيارة كل واحد منهم. صمت الأمانة والمياه ولحظنا دهشة الناس واستغرابهم من صمت (أمانة جدة) و(شركة المياه الوطنية) واللتين قال لنا السكان المحيطون بالمكان أنهما راجعاهما فكان يتقاذفان المسؤولية، كل جهة تلقي بالمسؤولية على الاخرى، ثم تكون النتيجة لا شيء، مجرد مراجعات من المواطنين ومطاردات لمعاملات تروح وتجيء، وهذه الجهة تعتذر وتحمّل المسؤولية الاخرى، والثانية تمارس ذات الدور، حتى أوشك الأهالي على اليأس من فرج قريب، بعد ان وجدوا هذا (التنصل) بحسب تعبيرهم من المسؤولية، وسط استغراب ودهشة المواطنين المراجعين اسبوعيا لكل منهما، وعلى مدى كل الشهور الماضية. عمل تطوعي وقالوا إن مهندسي شركة بن لادن حيث إن للشركة مبنى مطل على الشارع المعطوب، قد قاموا قبل أكثر من شهر باجتهاد لتحويل مسار المياه المتدفقة بغزارة على الشارع، عندما اقاموا انبوبا مدفوناً فوق الاسفلت بكميات من الرمال، لكن تلك المحاولة لم تكن الاّ اجتهادا لم يلبث ان تداعى وفشل، مع ان عملكم ذلك بالاصل هو عمل تطوعي لمحاولة المساهمة في مساعدة الناس العابرين للطريق بتلافي الخوض في بركة المياه التي تتوسط الشارع، وتعيق مرور السيارات، وتسبب الروائح، وتعتبر كذلك بؤرة للحشرات الطائرة الخطرة كالبعوض. المواطنون يناشدون وناشد المواطنون الذين كانوا يتحدثون معي، ناشدوا كلا من امانة وشركة المياه الوطنية بالتنسيق فيما بينهم، والبدء الفوري بعلاج هذه الاشكالية، التي اصبحت شيئاً مزعجاً جدا لاصحاب السيارات العابرة، وهي بالمناسبد حركة مرور كبيرة جدا، باعتبار ان ذلك الشارع ناقل مهم للحركة المرورية، ومحور من محاورها في عدة احياء بشرق جدة، واعتبروا ان اي تأخير في هذه المسألة وقد طال امدها يعد تقاعساً عن الواجب بكل المقاييس، ترى ان تشهد الأيام القليلة القادمة شيئا من العمل على الارض في ذلك الشارع المنكوب؟