تسببت المياه الراكدة في تعطيل واحد من أهم طرق "الخدمة" في جدة، فقد أدى تسرب مياه البيارات، وطفح المياه الجوفية في اتلاف وتعطيل السير في شارع الخدمة المحاذي لطريق الحرمين، شرقي جسر جامعة الملك عبدالعزيز، وأدى تقاذف المسؤولية وغياب المبادرة الوظيفية المسؤولة بين أمانة جدة وشركة المياه الوطنية الى تفاقم واتساع المشكلة، حتى تم اغلاق الطريق تماما إلا من مخاطرة غير محسوبة لأي صاحب سيارة لاقتحام مكان متخم بالحفر وبرك المياه المتعفنة. سنوات من الإهمال وتسبب اهمال الجهات المسؤولة في جدة الى الحاق الضرر الكبير بالمواطنين، العابرين لطريق الخدمة المحاذي للطريق السريع، شرقي كوبري الجامعة، وتعود مشكلة هذا الطريق الى ما قبل سيول جدة حيث كانت مياه البيارات والمياه الجوفية طبقاً لما قاله له السكان المجاورون قد أدت الى تآكل طبقة الاسفلت، ونشوء الحفر والمطبات، وامتلائها بالمياه العفنة، ثم جاءت كارثة السيول لتزيد الطين بلة، وليتوقف المرور تماما من أمام الجزء المقابل لقصر أفراح السلطان في تلك المنطقة، وصار الناس يتخذون طرقا ملتوية وطويلة داخل الحي، لتفادي المرور من تلك الناحية المعطوبة. لم يسمعوا أصواتنا؟ واضاف الذين تحدثوا لنا أول من أمس في المكان نفسه، ان اصوات شكواهم وصلت الى امين جدة السابق م. عادل فقيه، بعد محاولات لم تثمر في بلدية أم السلم، وبعد محاولات من الصحف المحلية التي قدمت تقارير كثيرة عن مكان معطوب، سبب قلقا كبيرا للسكان المجاورين، ولعابري المكان على مدار الساعة، واعدادهم بالألوف.. فيما امانة جدة وشركة المياه الوطنية تتبادلان تقاذف المسؤولية، وتقفان موقفا غير مسؤول "بحسب تعبير الأهالي" امام مسألة صار لها أبعاد أخرى غير تعب عبور الطريق، ومن ذلك الآثار البيئية والصحية التي بمخاطر نشوء أوبئة، لسوء المكان صحياً، وكونه صار مرتعاً لتكاثر الحشرات الطائرة والزاحفة. تنصل المسؤولين وتساءل المواطنون بدهشة واستغراب.. هل يعقل ان امانة جدة، وشركة المياه الوطنية، وغيرهما من المسؤولين في جدة، قد عجزوا عن حلّ مشكلة طال وقتها، وضجيج الشكوى المتواصلة من الاهالي والسكان وعابري الطريق، وهي الشكاوى التي تمت عبر عدة محاور، ووصلت الى البلدية الفرعية في ام السلم، والى البلدية المركزية (أمانة جدة).. وكان ذلك الجزء المعطوب مكاناً نائياً في عمق الصحراء، او ألاَّ علاقة لاحد من الجهات الرسمية بجدة به، او انه ومن حوله من البيوت والسكان ليسوا مكان اهتمام امانة المدينة، التي تتغنى صباح مساء بأنها حريصة على الوقوف على مشكلات المدينة، وهموم اهلها، وبالتالي ايجاد الحلول السريعة وايضا البعيدة المدى. الاشكالية تتفاقم واعلن لنا السكان والاهالي المجاورون لطريق الخدمة المعطوب منذ عدة شهور، ان اوضاع الطريق تزداد سوء يوما بعد يوم فقد تضرر جزء آخر منه الى الشمال منه خلال شهر رمضان، الامر الذي اربك الحركة المرورية فيه، وحولّ جزءاً منها الى جسر الملك عبدالله طريق الحرمين، فتكدست عليه السيارات بشكل مزعج للغاية خلال ايام وليالي رمضان الماضي. المشكلة تنتظر المدارس وقالوا: نحن على مشارف بدء العام الدراسي، وكما هو معلوم فانه الى الجنوب من الاجزاء المعطوبة تقع ثلاث مدارس لابناء الحي والاحياء المجاورة، وليس في المكان طريق مواصلات سوى طريق الخدمة هذا، وتوقعوا في حال تواصل اهمال امانة جدة، وشركة المياه الوطنية اصلاح الطريق، والى نشوء مشكلة مرور حقيقية، سيدخل في دوامتها مئات الطلاب واولياء امورهم مع بداية العام الدراسي، والتي ستحل بعد ايام من الآن، اضافة الى جملة من المتاعب سيواجهها كل العابرين لذلك الشريان الحيوي المهم شرق جدة.