يدشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية يوم السبت 17 ذو القعدة الحالي الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن " الحج عبادة وسلوك حضاري " بمشاركة 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص لإعطاء المناسك صبغة التنظيم والخلو من المظاهر السلبية والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن وذلك بمقر الإمارة بمكةالمكرمة. وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن حملة " الحج عبادة وسلوك حضاري " في نسختها الرابعة لهذا العام تأتي وقد حققت نجاحات لافتة في الأعوام الماضية وفي مقدمتها تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتأتي تحقيقا لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - في التطوير المستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.وقال سموه : " إن ما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج هو نابع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام وهذه الخدمة شرف عظيم للمملكة حكومة وشعباً ويكفينا فخراً واعتزازاً أن اللقب الذي اختاره عبدالله بن عبدالعزيز ملك هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين فكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف العظيم لخدمة الحجاج والمعتمرين ". وأضاف سموه أن الحملة تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من إستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف (القوي الأمين) مستطرداً سموه بالقول : كما تهدف الحملة إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج وصولا إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة والقضاء على ظاهرة الافتراش وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات.وبين سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن فيه هذا العام وهو عامها الرابع ستحث الحاج على التفكير من أجل مراجعة سلوكه قبل مباشرة الفريضة والنسك وصولا إلى تغييره وذلك عبر حفز حس الواجب والمسؤولية لديه إزاء أداء الركن الخامس للإسلام فضلا عن تحقيق مصلحة شخصية له بأداءه الفريضة بيسر وسهولة ودون مشقة آمنا ومطمئنا مشيرا سموه إلى أن الحملة تحمل أيضاً الجانب التحذيري فعدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة إلا بتصريح يعتبر تعديا على الحجاج وأهداف الفريضة. وأبان سموه أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن " الحج عبادة وسلوك حضاري " يشترك في تنفيذها وزارات وهيئات وشركات منها وزارة الحج والثقافة والإعلام والشؤون البلدية والقروية والصحة والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتربية والتعليم والتجارة والصناعة والأمن العام والدفاع المدني والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والأمانات وأعضاء مجلس منطقة مكةالمكرمة وشركات الاتصالات والخطوط الجوية السعودية وهيئة الهلال الأحمر السعودي ومؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل.وأكد وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري من جهته أن حملة " الحج عبادة وسلوك حضاري " في عامها الرابع تنطلق من إستراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة.وأشار إلى أن الحملة تتكئ على ثلاثة مرتكزات الأول يتمثل في احترام المكان والحدث والثاني في احترام الإنسان والثالث في احترام النظام وتشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري وقد شمل الجانب الأول عبر حملات تركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة. وأفاد الخضيري أن الحملة ستستمر في عامها الرابع على التوالي في معالجة أهم تحديات موسم الحج ويتمثل في تأدية الفريضة بدون بتصريح، ما انعكس سلبا على ظهور مسألة الحجاج غير النظاميين الذين بدورهم أفرزوا ما يسمى بظاهرة الافتراش مؤكدا أن هذا التحدي وتلك الظواهر السلبية تشكل هاجسا لهم، فهي لا تمكن القطاعات الحكومية والأهلية من أداء دورها بمستوى أفضل والتي تنطلق خططها السنوية عبر أهمية تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية للبينة التحتية والعلوية والمتمثلة في الطرق والتنقل والإسكان والصحة.ولفت الانتباه إلى أنه وبعد التدارس والبحث تبين أن مستوى الخدمة في السابق كان ينخفض بنسب مرتفعة تبعاً لزيادة وارتفاع عدد الحجاج فالتخطيط لها من قبل المنظمين سواء في القطاعات الحكومية أو الشركات لعدد محدد ومعلوم من الحجاج المتوقع قدومهم إلى المشاعر المقدسة يمكنهم من وضع الخطط والضوابط الكفيلة لخدمتهم على مستوى راق ولكن في حال المفاجأة الزيادة المفاجئة لأعداد الحجاج غير النظاميين يسبب انخفاض جودتها إلى أكثر من 50%. وذكر الدكتور الخضيري في حديثه صوب مسببات الحج غير النظامي أنهم أجروا دراسات عدة وخرجوا بعدة مسببات أبرزها ارتفاع كلفة الحج وهذا ما دفعهم إلى التنسيق مع وزارة الحج للخروج بحل جذري لهذه المشكلة وبالفعل وصلوا إلى حل مناسب تمثل في الحج المنخفض الكلفة حيث أطلقت الوزارة هذه التجربة ولقيت نجاحا ملموسا ما مكن أخيرا من أداء دور الرقابة والمتمثل في تنفيذ حملات والمتابعة على أصحاب المؤسسات الوهمية المنظمة لخدمات الحج والعمرة دون أن يكون لديها تصريح لمزاولة النشاط.