بعد ثلاث سنوات على الأزمة المالية التي دفعت بالولايات المتحدة إلى ركود عميق، يعتقد عدد كبير جدا من الأميركيين، (نحو 90 في المائة منهم،) أن اقتصاد بلادهم لا يزال في حال سيئة. وفي استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع مؤسسة "أو آر سي،" يعتقد 90 في المائة من الشعب الأمريكي أن الأوضاع الاقتصادية لا تزال سيئة، وهي أعلى نسبة منذ تولي الرئيس باراك أوباما السلطة. والنظرة المتشائمة المستمرة، تشير إلى أن الأمريكيين يشعرون بالصعوبات الجمة، فنسبة البطالة عند 9.1 في المائة، والنمو الاقتصادي لا يكاد يتعافى، وسوق الإسكان لا تزال كسيحة. وعندما سئل المشاركون في الاستطلاع عن الإدارة الأمريكية المسؤولة عن الأوضاع، أجاب 52 في المائة منهم إن اللوم يقع على الإدارة الجمهورية السابقة برئاسة جورج بوش، بينما رأى 32 في المائة منهم أن السبب هو أوباما والديمقراطيين. وفي مواجهة تدني شعبيته وانتقادات الجمهوريين وحملة إعادة انتخابه، تحدى أوباما الكونغرس الأمريكي قبل نحو أسبوعين لوضع مصلحة البلاد فوق مصلحة السياسية، من أجل تمرير خطة ضخمة للوظائف. وقدم أوباما الخطة التي تتكلف 447 مليار دولار، وتتضمن تخفيضات ضريبية وإنفاقا جديدا لإنعاش سوق العمل الراكدة، ومواجهة البطالة التي وصلت معدلاتها 9.1 في المائة. وأمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس قال أوباما "إن شعب هذا البلد يعمل بجد لتلبية مسؤولياته، والليلة السؤال هو ما إذا كنا سنلبي مسؤولياتنا.. السؤال هو ما إذا كان يمكننا التوقف عن السيرك السياسي والقيام بشيء لمساعدة الاقتصاد." وقال أوباما إن خطته الجديدة ستخفض الضرائب على العمال ورجال الأعمال وستوظف أعدادا أكبر في مجالي الإنشاءات والتعليم من خلال مشروعات للبنية التحتية. وأضاف الرئيس الأمريكي "لا ينبغي أن يكون هناك شيء مثير للجدل بشأن هذا التشريع.. كل شيء هنا هو نوع من الاقتراح وهذا ما كان يدعمه الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء بما في ذلك العديد من الذين يجلسون هنا هذه الليلة."