واصل المدنيون فرارهم من مدينة سرت يوم الجمعة فيما واصلت قوات الحكومة المؤقتة قصف المدينة الساحلية في محاولة لطرد مقاتلين موالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي,واثارت المعركة الطويلة للسيطرة على سرت المحاصرة من ثلاث جهات مخاوف متزايدة بشأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف شخص فيما يتبادل طرفا القتال الاتهامات بتعريض المدنيين للخطر,وتدفقت السيارات من سرت منذ ساعات صباح الجمعة وحتى الظهر,وتواصل القصف المدفعي وبالدبابات بين الجانبين على الجبهتين الشرقية والغربية فيما تصاعد الدخان الاسود من وسط المدينة التي حلقت فوقها طائرات حلف شمال الاطلسي,وقال اطباء في مستشفى ميداني قرب سرت:أن أربعة مقاتلين من قوات الحكومة الانتقالية قتلوا على ايدي قناصة من الموالين للقذافي وان 20 اخرين اصيبوا,وسمع فريق لرويترز على مشارف المدينة خمسة انفجارات مدوية قبل الغروب,ولم يتضح بعد سببها,وكان القتال شديدا على نحو خاص قرب طريق دائري على الضواحي الشرقية للمدينة حيث تتمركز قوات المجلس الانتقالي منذ خمسة ايام,وفر بعض المقاتلين من على خط المواجهة مجدداتحت وطأة القصف,وقال رامي مفتاح:المقاتل في صفوف المجلس الانتقالي ان الامرصعب فيما يتعلق بمواجهة القناصة موضحا انه يصعب تحديد مواقعهم. واضاف ان الذخيرة نفدت منهم الخميس,وأنه لوعلم انصارالقذافي بذلك لجاؤا ليستردوا سرت,وقالت بعض العائلات:التي فرت من ناحية الغرب لرويترز انهم لم يأكلوا شيئا منذ يومين. وقال غازي عبدالوهاب: وهو سوري الجنسية يعيش في المدينة منذ اربعين عاما "لست خائفا ولكني جائع." وقال عبدالوهاب: انه ينام وأفراد اسرته في احد الشوارع خشية ان تقصف قوات حلف شمال الاطلسي منزله بعدما شن الحلف غارة جوية على مبنى مجاور لمسكنه,واضاف ان الناس داخل المدينة خائفون على منازلهم ويرغبون في حمايتها وان بعض المحليين ربما يقاتلون لانهم سمعوا ان المجلس الوطني الانتقالي يريد قتلهم. وقال بعض السكان:انهم دفعوا 800 دولار لشراءوقود لمغادرة المدينة لندرته,وقال آخرون: ان المعكرونة والدقيق يتبادلان الادوار الآن في غلو ثمنهما. وقال الاطباء: في المستشفى الميداني ان امرأة عجوز لقيت حتفها صباح الجمعة بسبب سوء التغذية وانهم شاهدوا حالات مشابهة. ويتهم الموالون للقذافي وبعض السكان الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي والقصف الذي تقوم بها قوات المجلس الوطني الانتقالي بقتل مدنيين. وينفي حلف شمال الاطلسي والمجلس الوطني الانتقالي ذلك ويقولان وعدد من المدنيين الفارين من المدينة ان القوات الموالية للقذافي تعدم المدنيين الذين تشك في أنهم متعاطفون مع المجلس الوطني الانتقالي. وقال رجل عجوز وهو يقترب من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي عند نقطة تفتيش بينما يغادر المدينة "لا انتم ولا ناس القذافي... انها الطائرات الفرنسية التي تضربنا ليل نهار,لقد هدموا سقف دارنا. أهكذا نموت؟" وأبلغ احمد محمد يحي رويترز ان القتال يدور في الشوارع في المدينة معظم ساعات الليل وان القوات الموالية للقذافي تجند سكان المدينة. وقال "احيانا يعرضون اعطاءك سلاحا واحيانا يأخذون الناس ويجبروهم على القتال." ويواجه المجلس الوطني الانتقالي ضغوطا كي يحقق التوازن بين المعركة الطويلة التي من شأنها أن تؤخر جهوده لحكم البلاد وبين تحقيق انتصار سريع لو سفكت من أجله دماء غزيرة فسوف يؤدي إلى تعميق الانقسامات الاقليمية واحراج الحكومة وحلفاءها في الخارج. وقالت وكالات الاغاثة هذا الاسبوع ان كارثة انسانية تخيم على سرت وسط تزايد الضحايا وتناقص امدادات المياه والكهرباء والطعام. واضاف ان الاممالمتحدة ترسل شاحنات تحمل مياه الشرب للمدنيين الذين تكدسوا في عربات على الطريق من سرت إلى بنغازي شرقا أو إلى مصراتة غربا. وقال المصدر إن القتال في المدينة مسقط رأس القذافي واستمرار غياب الأمن في منطقة بني وليد وهي المعقل الوحيد الآخر للموالين للقذافي تمنع الأممالمتحدة من إرسال عمال الإغاثة إليهما. وبعد اكثر من شهر من سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس ما زال القذافي هاربا وهو يحاول حشد المقاومة ضد اولئك الذين اطاحوا به بعد 42 عاما في الحكم. وفي تطور منفصل تبادلت قبائل الطوارق والسكان العرب الذين دارت بينهم مؤخرا مناوشات بالقرب من بلدة غدامس الصحراوية الرهائن ووقعوا اتفاقا يوم الجمعة بهدف إرساء الاستقرار في منطقة يعتقد بعض مسؤولي الامن ان معمر القذافي لجأ إليها.