تحت هذا العنوان يناقش باحث عسكري إسرائيلي التداعيات المحتملة للثورات العربية على إسرائيل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية الإستراتيجية. وحدد كاتب الدراسة اللواء احتياط (جيورا ايلاند) الدول التي يمكن أن يكون للثورات الحاصلة فيها تأثير مباشر أو غير مباشر على إسرائيل؛ وهي مصر وسوريا ولبنان والأردن والبحرين، بينما استبعد الكاتب أن يكون لما حدث في تونس أو ما يحدث في ليبيا أي تأثير يذكر على إسرائيل من الناحية الإستراتيجية. بالنسبة للثورة المصرية لا يرى الكاتب حدوث تغيير حقيقي بخلاف تنحي مبارك عن الحكم، وأن المجلس العسكري الحاكم في مصر قد يستطيع الاستجابة لمطالب الثورة المتعلقة "بمحاكمة مبارك" و تحقيق مزيد من الديمقراطية، إلا أن الكاتب يرى أن تحقيق تنمية اقتصادية هو من الصعوبة بمكان. واتخذ (جيورا ايلاند) من هذا التوصيف مدخلاً للحديث عن تشابك المصالح الاقتصادية المصرية مع إسرائيل في عدة محاور؛ وهي (السياحة وبيع الغاز والدخل من قناة السويس والحصول على المعونات الأمريكية). ويستنج الكاتب أن النظام الموجود في مصر لن يضحي بسهولة عن هذه المكاسب الاقتصادية. أما على مستوى التحديات الأمنية فيعتقد (جيورا ايلاند) أن ضعف السيطرة على سيناء، واستمرار تهريب السلاح إلى غزة هي قضايا تكتيكية، بينما الأمر الأهم هو طبيعة التوجه المستقبلي المصري للتعامل مع إسرائيل في قضية الحرب والسلام. فحسب الكاتب (جيورا ايلاند) أن إسرائيل حققت مكاسب اقتصادية وأمنية وعسكرية خلال فترة الثلاثين سنة الماضية مكنت إسرائيل من شن حربين على لبنان، والقيام بعمليتين عسكريتين ضد الضفة الغربية عام 2002، وضد قطاع غزة في حملة الرصاص المصبوب. ويرى (جيورا ايلاند) أن جميع التقديرات كانت في السابق تؤكد على عدم حدوث مواجهة مع مصر إلا في حدوث تغيير استراتجي، لذا فإن الناقش الذي يجب أن يدور في إسرائيل هو، هل ما حدث في مصر هو تغير استراتيجي؟ ويقدر (جيورا ايلاند) أنه من المبكر إجراء تغيرات كبيرة في طبيعة التصورات تجاه مصر؛لأنه من المستعبد في المدى المنظور أن تقد مصر على أي عمل عسكري ضد إسرائيل، حتى لو وصل إلى الحكم جهات متشددة. أما بخصوص سوريا فسيتعرض ا(جيورا ايلاند) أربع سيناريوهات لما يمكن أن تؤل إليها الأمور في سوريا، الأول بأن يبقى نظام الأسد يحكم سوريا لعدة سنوات، ويشير الكاتب إلى أن هناك جهات في إسرائيل تفضل هذا السيناريو, ويستشهد الكاتب بموقف (أرئيل شارون) الذي رفض التدخل لمحاولة إسقاط الأسد عندما كان في اضعف حالته عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، وكان (شارون) يخشى من أن يصعد إلى الحكم أطراف غير معروفة التوجهات، بينما إذا ظل الأسد ف"سينشغل في ترتيب البيت الداخلي, ومحاولة اكتساب الشرعية الدولية" مما يعني استبعاد أي خيار عسكري مع إسرائيل. وهذا التفكير من شارون "تفكر به أطراف في صناع القرار في إسرائيل". أما السيناريو الثاني فيفترض أن نظام الأسد سيسقط مما سيضعف سوريا، ولكنه قد يزيد من التأثير الإيراني فيها، وفي المجمل ستضعف الدولة السورية لكن الهدوء على حدودها مع إسرائيل سيهتز. وحسب السيناريو الثالث سيصعد في سوريا نظام حكم معادي لإسرائيل، بل والعمل على تحرير الجولان، وقد يطلق العنان لتنظيم القاعدة للعمل على الحدود. أما السيناريو الرابع فيتوقع قيام نظام حكم ديمقراطي في سوريا ويقيم علاقات حسنة مع الغرب، لكن ذلك لا يعني استعداداً لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، لأنه أصبح من المعلوم أن عداء النظام لإسرائيل يقوي من دعائم هذا النظام. ويخلص الكاتب إلى أن أي من السيناريوهات المتوقعة لن تزيد الوضع خطورة بالنسبة لإسرائيل؛ لأن الوضع مع سوريا كان دائماً مرجحاً للاشتعال، وهو وضع خطير بما فيه الكفاية. وفيما يخص لبنان فيرى(جيورا ايلاند) أن هذه البلد له وضعه الخاص، وأن حزب الله معني في هذه الأيام بتعزيز شرعيته الداخلية، كما شعبيته في الشارع العربية تدهورت بسبب "دعمه للنظام السوري الذي يقمع شعبه"، بخلاف أن الثورات العربية لم تستلهم روح الثورة الإيرانية، بل كان لها طابعها الخاص. ويستبعد (جيورا ايلاند) أن يلجأ حزب الله لاستفزاز إسرائيل بناء على طلب من سوريا بهدف صرف الانتباه عما يحدث في سوريا.