لم تستطع وزارة التربية والتعليم حتى الان من ايجاد مخرج لمأزق " حوادث المعلمات " على الطرق الطويلة، وهن " يسافرن يوميا الى مدارسهن بالقرى النائية . . وجاءت آخر الاخبار تفيد أن الوزارة بصدد، تنفيذ قرار فصل كل معلمة لا تسكن في القرية النائية التي بها مدرستها، في محاولة جديدة ربما لكبح المعدلات المرتفعة مؤخرا في حوادث الطرق للمعلمات ، والتي شكّل معظمها حوادث بشعة ، ارتوت منها طرقات الاسفلت بدماء المعلمات المسافرات يوميا من وإلى مدارسهن . رأي غير صائب ويظل هذاالاتجاه الجديد من وزارة التربية والتعليم بفصل المعلمة التي لا تسكن في القرية النائية . . وكأنه كما قال لنا ولي أمر احدى المعلمات كأنه كمن يحاول امساك اذنه اليمنى باليد الشمال مع أن اليد اليمنى أقرب "!!" واضاف : أنا لست مع اتجاه الوزارة هذا . . وإنما انا مع مطالبات عدد من الكتاب واقتراحاتهم التي كانت ترى ان الحل الجذري لهذه الاشكالية يكون في بناءمقار سكن مبسطة على هيئة مجمع سكني بالقرى، على أن يسكن فيه مجموعات من المعلمات من عدة قرى متجاورة لا يفصل مدارسهن عن المجمع سوى كيلو مترات قليلة . الحل الصحيح وقال : ان هذا الحل يتضمن بالاضافة الى توفير سكن مناسب للمعلمات بالقرى النائية ، تقديم حوافز مغرية للمعلمات مثل بدل نائي بما لا يقل عن % 70 - 50 زيادة في الراتب، واعتبار خدمة السنة بسنيتين .. وفي هذه الحالة، نكون قد وفرنا الغطاء حلاًالتحفيزي المطلوب للمعلمات للعمل في القرى بنفسيات مرتاحة ، لكيون عطاؤهن بعد ذلك عند مستوى الطموح الذي يتطلع له الجميع . هذا ليس وقال لنا شقيق احدى معلمات القرى : المثل يقول إذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع . . ومايجري حاليا بالنسبة لمعلمات القرى من معاملة غير طبيعية ، انما هو امر غير صحيح ،ويجب تعديله ، اذا ارادت وزارة التربية والتعليم ان تكون اجراءاتها منطقية وطبيعية ، فمن غير المعقول الا تحصل معلمة تعمل في قرية نائية على " بدل نائي " مجزٍ ، هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى كيف تطلب وزارة التربية اجبار المعلمات على السكن في قرى نائية ، عدد كبير منها عبارة عن بيوت من الشعر أومن الصفيح وممن لا تتوفر فيها أبسط مظاهر الحياة الكريمة ، اضافة الى أن القرار وبهذه الصورة يستدعي سكن المعلمة مع محرمها، فمن الذي سوف يترك اعماله وحياته في المدينة ليرافق المعلمة كمحرم لها في قرية وسط الصحراء او تخوم الاودية ، ان هذا ليس حلا . عجز الوزارة وعاد ليقول : أنا مستغرب فعلا عدم تبني وزارة التربية لمشروع اقامة سكن خاص لمعلمات اكثر من مدرسة بالقرى في مكان متوسط بين تلك القرى، يكون فيه الحد الادنى على الاقل من مظاهر السكن الكريم ويكون مخدوما بالحراسة والنقل يوميا الى مدارسهن التي ستكون قريبة منهن ، وفي حدود بضع كيلو مترات من السكن . المعلمات يستأهلن وقال : واضافة الى أن المعلمات وهن مربيات اجيالنا القادمة تستأهل كل واحدة منهن ان نكرمها ببدل نائي مجزٍ ، وكذلك باقدمية خدمة نظير كل سنة تعملها في القرى النائية ، والتي تبعد بعضها عن المدن باكثر من 300 كم . . وأظن هذا انه هو الحل الجذري للقضية ، وان ارادت وزارة التربية ان تتعامل مع هذا الموضوع بمنطقية وبشكل صحيح . أما غير ذلك فإنها تظل محاولات غير موفقة،وضياعاً للوقت ليس إلا !! .