تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بدأت أمس أعمال الاجتماع السنوي السادس والثلاثين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في جدة , بمشاركة وزراء المالية في الدول الإسلامية الأعضاء في مجموعة البنك. واستهل الاجتماع بتلاوة آيات من القران الكريم , ثم ألقى رئيس مجلس المحافظين وزير المالية بالجمهورية اليمنية عبدالكريم الارحبي كلمة ثمن من خلالها رعاية خادم الحرمين الشريفين للاجتماع , مشيراً إلى أن عناية ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لمجموعة البنك كان له الأثر الكبير في رفع مقامها بين المؤسسات التمويلية في العالم. وأكد أن البنك الإسلامي للتنمية هو حجر الزاوية في صرح التضامن الإسلامي بما يسهم في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بالدول الأعضاء والمجتمعات المحلية في الدول الغير أعضاء. وجدد الوزير اليمنى تطلعات بلاده إلى استضافة الاجتماع السنوي الثامن والثلاثين في العاصمة اليمنية صنعاء خلال عام 1434ه. بعد ذلك ألقى رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور احمد محمد على كلمة شكر خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للاجتماع ، وعلى الترتيبات التي اتخذت في مدة وجيزة من قرار عقد الاجتماع بجدة ، مشيدا بالاهتمام الكبير الذي توليه المملكة للعمل الإسلامي المشترك، ولدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمة جمعاء، مثنيا على ما تقدمه المملكة للبنك من دعم ورعاية سخيين. كما عبر عن شكره للدول الأعضاء كافة، للمؤازرة التي حظي بها البنك، وكان من نتائجها اطراد تصنيف المؤسسة المميز AAA، من جميع هيئات التصنيف العالمية، واستمرار نمو عملياته ليصل مستوى تمويل المشروعات 3.7 مليارات دولار خلال العام 1431ه ، وإذا أضفنا العمليات التمويلية قصيرة الأجل وتمويل التجارة يصل المجموع التراكمي منذ إنشاء البنك إلى 70 مليار دولار. وقال رئيس مجموعة البنك الإسلامي : إن المشهد العالمي اليوم، ذو معالم مقروءة من صفحة التحولات الجارية في المنطقة العربية، والملقية بظلال ساخنة على مناطق أخرى وما هي من صفحة الأزمة المالية العالمية ضاربة الأطناب ببعيد. ودعا الدكتور احمد على إلى دعم مبادراته التي سيقدمها خلال السنوات القادمة وتتمثل في مبادرة الإنماء المتوازن والتنمية المسئولة ومبادرة التعاون الإقليمي الخلاق ومبادرة الاستثمار في المعرفة ومبادرة تعزيز الصيرفة الإسلامية , بالإضافة إلى مبادرة التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة. ثم ألقيت كلمات المجموعات الآسيوية والأفريقية والعربية. عقب ذلك ألقى معالي وزير المالية محافظ البنك عن المملكة الدكتور إبراهيم العساف كلمة نقل من خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين راعي هذه الاجتماعات وتمنياته للجميع بالتوفيق والنجاح ، وقال: " أود هنا أن أذكّر بتأكيده حفظه الله على استمرار دعم المملكة العربية السعودية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية انطلاقا من حرصها الدائم على دعم وتعزيز العمل الإسلامي المشترك ، وأتوجه بالشكر الجزيل لمقامه الكريم على هذا الدعم المتواصل ". وأضاف " لقد أولت المملكة العربية السعودية الاهتمام الكبير بالعمل الإسلامي المشترك في كافة جوانبه ، ومن ذلك الجانب الاقتصادي خدمةً لمصالح الدول الإسلامية وشعوبها ، فعلى المستوى الثنائي تدعم المملكة بسخاء الجهود التنموية للدول الإسلامية ، وعلى المستوى المتعدد الأطراف تساهم بحصص كبيرة في رؤوس أموال العديد من مؤسسات تمويل التنمية الإقليمية والدولية ، كما كانت دائماً في مقدمة دول العالم في تقديم المساعدات الطارئة للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية وتلك التي تواجهُ نقصاً في الغذاء ، وتعملُ على تسخير جهودهِا وثقلهِا لخدمة الأمة الإسلامية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوبها ". وأبان معاليه أن ما تُوليه المملكة من دعم متواصل لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية منذ أن كانت مجرد فكرة إلى أن تطورت واتسعت مهامُها ونَمَت مواردُها يعد أبرز تعبير عن اهتمامها ودعمها للعمل الإسلامي المشترك ، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في أرجاء العالم المختلفة. وأشار إلى أن دول العالم الإسلامي تواجه تحديات كبيرة تتطلّب العمل بشكل متواصل ودون كَلل لمواجهتها ، ومن أبرزهِا التحديات الاقتصادية التي تتمثل بتحقيق تنمية بشرية ، ونمو اقتصادي مُستدَام ، مبيناً أن التحديات تتطلب برامج مناسبة للإصلاح الاقتصادي ، والتكيّف مع البيئة الاقتصادية العالمية المتغيرة وتعزيز الجهود للقضاء على معوّقات التنمية . ولقد تم وضعُ برنامج العمل العشري الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية التي عُقِدَت في مكةالمكرمة للمساهمة في مواجهة هذه التحديات . ونُشيد بدور البنك الإسلامي للتنمية في تنفيذ هذا البرنامج. ولفت الدكتور العساف النظر إلى انه بالاطلاع على التقرير السنوي للبنك يلاحظ الجهود المبذولة لتعزيز استجابة البنك لمساعدة الدول الأعضاء على مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية وتفاعله مع التطورات في إقتصادات عددٍ منها ، معبرا عن شكره لإدارة البنك على تقديمها حزمة إضافية من التمويلات تقدر بنحو (250) مليون دولار أمريكي تُضَاف إلى تمويل العمليات العادية لعام 1432ه استجابة لحاجات هذه الدول لمعالجة مشكلة البطالة من خلال التدريب وبناء الكوادر وتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعبر عن الترحيب بالمبادرة المشتركة مع البنك الدولي للمساهمة في تمويل البنية التحتية ، وتَوَجُّه البنك نحو عقد مزيد من الشراكات القُطرية ، متفقا مع البرنامج المُقتَرح من معالي رئيس البنك لتحقيق الدور القيادي لمجموعة البنك وتحويله إلى بنك معرفة وكفاءة لتعبئة الموارد ، مبدياً الارتياح لما حققه إعلان جدة للأمن الغذائي ، مُتطلعاً إلى استكمال البرنامج حسب ما خطط له ، كما عبر عن شكره البنك كونه سَبّاقاً إلى تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة ، مشيرا إلى أنهم تابعوا باهتمام نجاح البنك في إصدار الصكوك الأخيرة . وقال معالي وزير المالية : " يوضح التقرير السنوي لصندوق التضامن الإسلامي للتنمية أن مساهمات العديد من دولنا الأعضاء في موارد الصندوق لازالت أقل بكثير من المُؤَمَّل ، لذا أكرر الدعوة - بهذه المناسبة - للدول التي لم تُعلن مساهمتها بعد في الصندوق إلى الإسراع بذلك ، والدول التي أَعلنت عن مساهمات لا تعكس واقعها الاقتصادي إلى مراجعة مساهمتها لضمان نجاح الصندوق في تحقيق أهدافه . وأُشيد بجهود إدارة البنك وسعيها الحثيث لتعزيز موارد الصندوق وأدائه ". وفيما يتعلق بالمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات ، أشار إلى أن المملكة تؤيد التوصية بزيادة الحد الأقصى للمسؤولية الاحتمالية للمؤسسة إضافةً إلى زيادة رأسمالها ، متمنيا أن تبذل المؤسسة جُهداً أكبر لزيادة حجم عملياتها ونمو إيراداتها ، مرحبا بانضمام جمهورية جزر القمر لعضوية هذه المؤسسة. وعبر الدكتور العساف عن تقديره للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص لما تبذله من جهود , متمنيا أن تؤدي اكتتابات دولها الأعضاء في الفجوة التمويلية من الزيادة العامة الأولى في رأسمالها إلى تعزيز نشاطها وتنمية دخلها. وأشار إلى ما تَحقق من إنجازات في أعمال المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة إلا أن هناك حاجة لقيام المؤسسة ببذل جهد أكبر لتوسيع عملياتها وتعزيز إيراداتها , معبرا عن شكره للبنك لإدارته صندوقي الأقصى والقدس ، منوهاً بدورهما المُتميّز في خدمة أشقائنا في فلسطين.بعد ذلك بدأت جلسات الاجتماع المغلقة.