لم استسغ تلك الهالة الترحيبية التي استقبلت المدرب الاتحادي القديم العائد ديمتري والذي لم نسمع له ولا عنه حساً ولا خبراً منذ رحيله الآخر وبالتالي انتفت تماماً مبررات الاستعانة به من جديد ولكن الادارة الاتحادية يبدو أنها أخذت بمقولة "الصيت ولا الغنى" معتقدة أن الداهية لا زال في جعبته ما يمكن أن يفيد به الفريق.. والحقيقة التي لا يجب أن تخفى على الاتحاديين هي أن اللاعبين هم السبب في الاخفاقات التي رافقت فريقهم على مدار الموسم والتي أدت إلى خروجهم بخفي حنين وذلك ما لم تعتد عليه الجماهير الاتحادية خاصة وأن فريقها يملك مجموعة لا بأس بها من نجوم الكرة السعودية.. ولكن المزاجية والعنترية وحب الأنا وغيرها من السمات التي غلبت على بعض اللاعبين أدت إلى توتر العلاقات بين هؤلاء اللاعبين وبين المدربين السابقين وآخرهم البلغاري مانويل جوزيه وكان من الطبيعي ان ينعكس ذلك التوتر على نتائج الفريق. ويبدو أن ديمتري يحظى بقبول هذه الفئة من اللاعبين نتيجة لخضوعه لرغباتهم وامتثاله لشطحاتهم بل وبلعه لاخطائهم وسكوته على تصرفاتهم داخل الملعب وخارجه، وتغاضيه عن عدم التزامهم بتعليماته، وبالتالي غلب التذبذب على أداء الفريق من مباراة لأخرى، وليس أدَّل على ذلك من اختلاف المستوى في الأداء خلال المباريات الثلاث الأخيرة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، حيث لا مقارنة بين أداء الفريق في لقاء الذهاب أمام الهلال في الرياض والذي انتهى اتحادياً مستوى ونتيجة.. وبثلاثية نظيفة، وبين أداء الفريق في المباراة النهائية امام الأهلي و التي تسيدها الراقي على مدى الأشواط الأربعة واستحق الفوز الذي جاء عن طريق ركلات الترجيح. إذن لا فضل ولا يحزنون للداهية كما يلقبه الاتحاديون بل العكس هو الصحيح.. والدليل التغييرات العشوائية التي اجراها ديمتري والتي تمثلت في اخراجه للهداف المحترف الجزائري زياية والذي كان يمثل عبئا ثقيلا على دفاعات الأهلي اضافة لاحتفاظه بورقة الهجوم الاتحادي الرابحة نايف هزازي على مقاعد الاحتياط طوال شوط المباراة الأول. خلاصة القول إن الاتحاديين يجب أن يعترفوا بأن العيب فيهم وليس في المدربين أو الأجهزة الفنية.