توسعت زراعة التمور بمنطقة نجران بالاستفادة من مياه السدود ، فتحولت نجران الزراعية بمثابة " عاصمة للتمور في جنوب المملكة " حيث يبرز السكري والبرحي والخلاص النجراني ضمن أصناف عديدة من إنتاجها ويقصدها لذلك الزوار من خارج المنطقة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية . وتميزت منطقة نجران بإنتاجها الزراعي في أنواع الخضار والفواكه ، حيث تحتفظ أرض نجران بكمية جيدة من المياه الجوفية ، ويمد سدّ نجران الاراضي الزراعية بالمياه بدأً من (الموفجة) وحتى شرق محافظة (خباش). وتبرز التمور النجرانية كأحد أهم المنتجات الزراعية للمنطقة تتدفق إلى مدن المملكة ، ودول الخليج العربية ، فيما يزداد الطلب في المواسم على سكري نجران والرطب والبرحي والخلاص، بالإضافة إلى المواكيل والهشيشي والبياض. وتُباع أغلب التمور في السوق الشعبي حيث يقصده كثيرون بجانب سوق الفيصلية والعريسة وحبونا والمجم وسوق ثار وسوق يدمة.وهذه الأيام يشهد التاجر أحمد سعيد الوايلي إقبالا من زوار المنطقة الباحثين عن التمر الجيد ، خصوصا مع اقتراب موسم رمضان ، ويقول في حديث لمندوب وكالة الأنباء السعودية : الزوار لايفوتون زيارة منطقة الأخدود الأثرية ، ويستلهمون تراث نجران بزيارة العديد من المواقع التراثية التي تشتهر بها المنطقة. وتابع الوايلي - الذي يمتلك مزرعة للتمور منذ ثلاثين عاما ينتج فيها تمر البياض والرطب - أن التمر الجيد يأتي نتيجة عمل مضني وكدّ في رعاية النخلة ، والاهتمام بها. في السياق نفسه امتدح تاجر التمور سالم اليامي زيادة إنتاج التمور بالمنطقة ، وعزا ذلك للتوسع في زراعتها بعد تطور توصيل المياه وحفر الارتوازات ، خصوصا من الناحية الشرقية للمنطقة مثل " خباش " التي تحتوي على مساحات زراعية واسعة وأعداد كبيرة جداً من النخيل. ومازال البيت النجراني يستخدم التمر في الغذاء اليومي ، كما لا زالت طريقته في حفظ التمور وتجفيفها على ماهي عليه قديما على الرغم من وجود الآلات الجديدة ، وتوفر الشركات والمصانع المتخصصة في هذا الشأن . وتقوم الأسرة في نجران بصرام النخل ، ثم تجفيفه واستخراج الدبس المتراكم ، وفي ذات الوقت طريقة ناجحة لحفظ التمر وصناعة بعض الحلويات المنزلية " الرجيز" حيث يكدس التمر داخل أداة جلدية تسمى ( القربة) ثم تخاط بعناية, وتحفظ في مكان نظيف يعرض للشمس بين الوقت والآخر ولفترة معينة حيث ينتج منه الدبس, ويصبح التمر في الداخل حلوى تؤكل في الأعياد والمناسبات .