أقول فيها:إن مستشفى الملك فهد العام بجدة يشهد اقبالاً كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين في مدينة جدة لا سيما وانه قلب المستشفيات النابض في تلك المنطقة.. بل اكاد ابالغ فأقول إنه العاصمة والوجهة الرئيسية التي يتجه اليها كل مصاب لا شعوريا عندما تنغلق في وجهه جميع ابواب المستشفيات.. والبعض من الناس لا ينتظر لان يطرق اي باب بل تجده متأبطاً ملف امراضه مهما كانت مزمنة ومتجهما تأخذه الحمية نحو مستشفى الملك فهد حتى وان كان يسكن بجوار مستشفى حكومي آخر.. وهذا ما يجعل هذا المستشفى يئن من فيض الزحمة ويعجز عن تلبية احتياجات القاصي والداني في آن واحد.لقد عانى الكادر الوظيفي من هذا الاقبال الجماهيري على المستشفى واصبح التكدس ان صح التعبير ازمة تثقل كاهل الاطباء والممرضين والفنيين وجميع العاملين بالمستشفى. انني هنا امسك بالقلم لاكتب عن حل المشكلة بقدر ما استطيع كمساهمة في ايجاد سبل الراحة للجميع من مرضى وعاملين. اول الحلول من وجهة نظري هو نشر الوعي بين سكان جدة بأن المراكز الصحية المنتشرة في ارجاء المدينة قد اوجدت لتخفيف العبء على المريض بحيث ان كل مركز صحي هو قريب من المواطن في نفس الحي وكذلك يجب زرع الثقافة في قلب وعقل كل طبيب بأنه ما اوجد في هذا المركز الصحي الا تلبية لاحتياجات المرضى والعمل على علاجهم وتخفيف آلامهم ومساعدتهم وليس التكبر عليهم بالعلم او التعالي عليهم بالمنصب او التأخر عن صرف الدواء الذي يحتاجون اليه لعلاج امراضهم.لان المرضى ينفرون من الطبيب المتجهم الوجه المقطب الجبين الفظ اللسان الغليظ القلب حتى وان كان ذا علم وفهم الا ان المرضى وبخاصة ذوي الامراض المزمنة يميلون للطبيب الحنون الذي يفضفضون له عن آلامهم المتكررة.. ويرغبون ان يسمع الطبيب الى شكواهم بكل اذن صاغية حتى وان كان يعرف الشكوى مسبقا الا ان هذا الطبيب يعرف ان مجرد السماع للمريض ومواساته هو جزء من خطة العلاج التي يجب ان تطبق بمهارة واتقان.ثم الحل الثاني هو تجهيز المستوصف (المركز الصحي) بمعدات واجهزة طبية ذات كفاءة عالية تمكن الطبيب والكوادر الصحية الاخرى من تأدية عملهم بالشكل المطلوب. الحل الثالث هو زيادة الموظفين من اطباء وممرضين وفنيين سواء في المركز الصحي والمستوصفات الحكومية او في المستشفيات الكبرى مثل مستشفى عبد العزيز ومركز الاورام ومستشفى الملك فهد العام الذي يئن من قلة الكوادر وقلة الموارد في ظل التزايد السكاني. الحل الرابع هو ان تعود الدوامات كما كانت في السابق في المراكز الصحية بحيث يكون المركز الصحي مفتوحاً حتى في يوم الخميس وعلى فترات صباحية ومسائية وكما تسمى بالعامية دوام الشفتات اي يأتون اطباء وممرضات الدوام الصباحي من الساعة الثامنة صباحا والى الساعة الثالثة عصرا ثم يسلمون العهدة للاطباء والممرضات اللاحقين من الساعة الثالثة عصرا وحتى الساعة الحادية عشرة مساءً.. وبذلك يزيد اقبال المرضى والمراجعين على المستوصفات الحكومية القريبة من بيوتهم لانها اسهل في الوصول ومجهزة طبيا وبالتالي يخف العبء على المستشفيات الكبرى. يجب ان تتكاتف الجهود من قبل المستشفيات الكبرى والمراكز الصحية الموزعة في ارجاء مدينة جدة لكي تحقق الاهداف المرجوة وهذا المشروع يتطلب وقوف وزير الصحة شخصيا لدعم الفكرة التي نجح في تطبيقها دول ذات امكانيات اقل من امكانات مملكتنا الحبيبة.. آن لنا ان نتقدم صحيا لنواكب الدول الاخرى بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة الذي اجزم ان الوضع الحالي لمستشفياتنا في جدة لا يرضيه.. واتمنى من معاليه ان يشرفنا بزيارة مفاجئة بخاصة الى مستشفى الملك فهد العام الذي يعتبر القلب النابض والمركز الرئيس والعاصمة التي توليها افئدة المرضى بداخلها جدة وخارجها.. فالوضع لا اقول سيء ولكننا نطمح ان تتوفر ادوات هذه المهنة الانسانية بالشكل المطلوب.. اتمنى من وزير الصحة ان يستمع بنفسه الى المرضى المنومين وما ينقصهم من رعاية وعناية.. وان يستمع الى الاطباء والممرضين والفنيين وما ينقصهم لكي يتمكنوا من اداء واجبهم كما يجب.. ودام وطننا الغالي شامخا برجاله المخلصين. حنان محمد الغامدي - جدة