لقد أدركت هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله أهمية الأخذ بالكتاب والسنة وأنهما مصدر السعادة لكل أمة فالسنة قرينة القرآن ومبينة لمجمله، وبالقرآن والسنة يتحقق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله عز وجل وسنتي).فكان لهذه البلاد بفضل الله وتوفيقه قصب السبق وذروة المجد في العناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منذ تأسيسها وإلى عصرنا الحاضر. ومن هذا المنطلق جاء اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بإنشاء هذه الجائزة، التي استطاعت بفضل الله في مدة زمنية قصيرة أن تتبوأ مكانة عالية، بلغت شهرتها الآفاق، وعم نفعها العظيم كل مكان، وهذا كله من فضل الله ومنه وكرمه على راعي هذه الجائزة، وهذا النجاح من عاجل بشرى المؤمن إن شاء الله.إن هذه الجائزة تأتي متممة للأعمال الجليلة التي يرعاها قادة هذه البلاد ويدعمونها ماديا ومعنويا ويشجعون القيام عليها في الجمعيات والمؤسسات والمدارس والمعاهد والجامعات رعاية للعلم وأهله ونشرا لدين الله وخدمة لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في داخل البلاد وخارجها. إن جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي قامت في زمن زادت فيه غربة الدين وتنقص فيه من هذا النبي العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكثر فيه الهجوم على السنة النبوية من أعداء الأمة.فجاءت هذه الجائزة لترسخ تعاليم هذه الدين في النفوس وتربي الناشئة على المنهج والفهم الصحيح الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهذا المنهج هو الذي قامت عليه هذه البلاد ويؤكد عليه قادتها دائما في كل مناسبة. إن ثمار هذه الجائزة كثيرة ومن أعظمها: • تمسك الشباب بهديه صلى الله عليه وسلم في كل شؤون حياتهم وجعله قدوة لهم في زمن يتخبط الناس فيه شرقا وغربا للبحث عن القدوات في هذه الحياة. • حفظ الشباب- بإذن الله – من الوقوع في المسالك المنحرفة والأفكار الضالة. احتضان الشباب وملء فراغهم بما ينفعهم. وغرس محبة السنة والسيرة النبوية في قلوبهم. • تعويد الناشئة على العناية بحفظ الحديث الذي ضعف في هذا الزمان وقل الاهتمام به. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يجزل الخير والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو النائب الثاني على ما قاموا، ويقومون به من أعمال جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار، ورغد العيش، وأن يصرف عنها كيد الأعداء وشر الأشرار وأن يوفق جميع المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بهديه المبين.