تطورت مراحل العناية بزراعة التمور بشكل كبير وملفت وتعددت طرق التعبئة والتخزين عبر العصور حيث كان المزارعين في الماضي حينما تكون مرحلة جني ثمار النخيل يقوم المزارع قبل البدء في هذه المرحلة بقطع السقياء عن أشجار النخيل لكي يذبل التمر ويكون ناشفاً وبعد مرور نحو خمسة عشر يوماً يقوم المزارعين في الصباح الباكر بالعمل الدءوب فيقوم العمال بجني الرطب من النخيل الواحدة تلو الأخرى ويقوم صاحب المزرعة وأبناءه وأهل بيته وبعض جيرانه بالتعاون على جلبه وفرده على فراش من الحصير ومن ثم تصفيتها من الشوائب المعروفة بالحشف والشماريخ وغيرها من الشوائب . وفي جولة على عدد من المزارعين بمحافظة الخرمة , حيث التقى بالمزارع مفرح بن ظافر السبيعي البالغ من العمر نحو 90 عاماً وبسؤاله عن مراحل التغير التي مرت بها التمور في المملكة بوجه عام ومحافظة الخرمه على وجه الخصوص قال مبتدئاً حديثه بالمقولة المشهورة " التمر مسامير الركب " ، مشيراً إلى أن الحياة في الماضي كانت شاقة ومتعبة في جميع مناحيها غير أن العمل الزراعي والعناية بالمزارع وخصوصاً النخيل ولما يصاحبها من دقة في العناية وتعدد في مراحل جني التمور والتي تنتهي بموسم الصرام حيث كان الناس في الماضي يعتمدون اعتماداً كليا على محصول المزارع من التمور فكان صاحب المزرعة يوفر مستلزمات بيته من تجار المنطقة بوعود السداد من ثمار مزرعته حتى أنه يطلق على النخيل عند بعض المزارعين عبارة "مقطعة الدفاتر " أي مخلصة الدين . وأبان السبيعي انه إذا دخل موسم الحصاد جهز المشتري حاجياته سواء من جلود الماشية " كالمزودة " أو من الخيش وسعف النخيل ويطلق عليها "المحفرة" أو من القماش ويطلق عليها "الخريطة" وعندما يقوم صاحب المزرعة بالحصاد وتصفية حصاد ذلك اليوم يكون من المتعارف عليه البدء في الوزن قبيل صلاة الظهر حيث يحضر صاحب المزرعة الميزان والذي كان عبارة عن عود خشبي يبلغ طوله نحو مترين ومرقم بأرقام الوزن المتعارف عليها وهي "الصاع" وفي احد طرفي ذلك العود إبرة الوزن .