تراجعت القوات الحكومية الليبية في مدينة مصراتة ولكنها استولت على بلدة للمعارضة في الجبال الغربية النائية في الوقت الذي لم يظهر فيه ما يشير الى ازاحة القذافي عن السلطة على الرغم من الهجمات الجوية المستمرة منذ اكثر من شهر.وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة في مدينة مصراتة الساحلية ان "مصراتة حرة. انتصر المعارضون. من بين قوات القذافي من قتل وآخرون يفرون." ويبدو ان الحصار المفروض على المدينة منذ شهرين وادى الى قتل المئات قد كسر.وقال جندي حكومي يدعى خالد ضرمان أسرته المعارضة المسلحة لرويترز "طلب منا الانسحاب. طلب منا الانسحاب ." والجندي الذي كان يتحدث من على ظهر شاحنة كان بين 12 جنديا مصابا نقلوا إلى مستشفى للعلاج في مصراتة. وسمعت أصوات الانفجارات والأسلحة الآلية من على بعد. لكن الاتجاه العام للقتال بعيد عن الوضوح. واوردت قناة الجزيرة أن القتال العنيف يتواصل حول مستشفى في غرب مصراتة تستخدمه قوات القذافي قاعدة لها.وقال متحدث باسم المعارضة إن القوات الحكومية سيطرت على بلدة يفرن الرئيسية في منطقة الجبل الغربي النائية يوم السبت. ولم يلق الصراع في الجبل الغربي اهتماما دوليا يذكر. واستولى المعارضون المسلحون هناك على موقع حدودي قبل يومين وكانوا قد بدأوا في دفع الامدادات إلى بلدان تتعرض للهجوم قائلين إن التقارير من مصراتة ترفع معنوياتهم.ويقطن يفرن وبلدات جبلية اخرى البربر الذين تنظر اليها الحكومة الليبية بعين الشك.وسمعت اصوات ثلاثة انفجارات على الاقل في طرابلس مساء السبت بعد تحليق طائرات لحلف شمال الاطلسي فوق العاصمة مما ادى الى اطلاق نيران المدافع المضادة للطائرات.ويبدو ان الجيوش الغربية حريصة على ان ينسب اليها بعض الفضل في انسحاب القوات الحكومية من مصراتة. وقالت بريطانيا ان طائراتها هاجمت مركبات مدرعة في المنطقة وذكر حلف شمال الاطلسي ان اول طائرة امريكية دون طيار من طراز بريديتور تستخدم فوق ليبيا اصابت راجمة صواريخ قرب مصراتة امس السبت. وابلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي احد زعماء المعارضة الليبية الاسبوع الماضي ان فرنسا ستكثف غاراتها الجوية. واعترفت الحكومية الليبية يوم الجمعة ان الغارات اثرت على قواتها في مصراتة.وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان خطة الجيش الليبي تقوم على شن عمليات دقيقة لكنها لم تحقق النجاح مع الضربات الجوية.وقال محللون أن نطاق الغارات الجوية البريطانية والفرنسية ربما مازال اكثر تواضعا من ان يؤدي الى تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة. واستخدام الطائرات الامريكية دون طيار سيمثل تعزيزا معنويا للمعارضين ولكنه لن يكون "الرصاصة السحرية" التي ستنهي المأزق في حرب تحرص القوى الغربية على الحد من تورطها العسكري فيها.