عندما دخلت قبل الثانية عشرة ظهر أمس الاحد الى مسجد "الجفالي" في جدة كان حبيبنا الغالي محمد صادق دياب مسجى في طرف المسجد وشاهدت شخصا يضع وجهه في كفيه وعرفت أنه الصديق العزيز النبيل الذي رافق الفقيد من جدة للعلاج واستمر معه أكثر من خمسة اشهر في لندن وحتى اسلم الروح أمامه وعاد به إلى جدة.. عبد المحسن حليت مسلم .. كان عبد المحسن يغالب دموعه لا تستطيع ان تسمع صوته وتحدثت معه عن العزيز "محمد" ورحلة العلاج. علمت "البلاد" أن الاطباء قبل شهر ونصف من وفاة محمد واجمعوا أن الحالة أقرب للنهاية ولكن لم يتحدثوا بذلك لأسرته أو اصدقائه .. مرافق دائم علمت من عزيزنا عبد المحسن أنه كان ملازماً للفقيد طوال الفترة جنباً الى جنب واقفاً على كل مراحل علاجه .. كان عبد المحسن "يغتصب" الكلمات اغتصاباً من فرط تأثره. غيبوبة سألت عبد المحسن عن الساعات الأخيرة ..قال دخل الفقيد في غيبوبة دامت 16 ساعة ثم اسلم الروح بحضور زوجته وبناته وشقيقه أحمد. أية زوجة هذه؟ كانت السيدة خيرية عبد الحميد حرم الفقيد طوال فترة مرضه وحتى وفاته سيدة بمعنى الكلمة اية زوجة هذه؟ تحمل الكثير من الود والحب والاخلاص لشريك حياتها وقد قدمت كل مالديها وفاءً له وكان يبادلها ذلك في حياته. العزاء للجميع من الامور الغريبة أن الناس في المسجد قبل وبعد الصلاة وفي مقابر "أمنا حواء" كانوا يعزون بعضهم البعض كلهم أخ وصديق وزميل محمد صادق دياب وهو ما تحدث به عدد من الناس إذ كانوا يشكلون "اسرة الدياب" ويتقبلون المواساة فيه. في المطار الرحلة القادمة من لندن الى جدة 116 فجر أمس الأحد وقد حملت جثمان الفقيد ومرافقه عبد المحسن واسرته وكان في استقبالها عدد من اصدقائه - د. عدنان اليافي السيد عبد الله فدعق - سامي خُميس - بدر العباسي وغيرهم .