أصيبت الحياة العامة امس بمحافظة عدن بحالة من الشلل التام اثر الاستجابة الكاملة لدعوة العصيان المدني التي وجهها الشباب الذين يطلقون على أنفسهم " شباب ثورة 16 فبراير ".وبحسب موقع "عدن الغد" اليمني الإخباري المستقل فقد دعا الشباب إلى الإضراب عن العمل وعدم ممارسة أي أنشطة اجتماعية كخطوة تصعيديه للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن الحكم. وامتنعت صباحاً المحلات التجارية عن فتح أبوابها في غالب مديريات المدينة. . فيما أصيبت حركة المواصلات بشلل تام وامتنع الموظفون عن الذهاب إلى مقار أعمالهم. وتمكنت الدعوة إلى العصيان المدني من عرقلة قرار إستئناف الدراسة الذي اتخذته جامعة عدن قبل أكثر من أسبوع. وذكر الموقع أن الجيش في المحافظة قام بسحب غالبية وحداته العسكرية من عدد من التقاطعات التي أنتشر فيها خلال الأيام الماضية خصوصاً تقاطع "دوار كالتكس" الذي يربط عدداً من المديريات ببعضها حيث بدت خالية من أي تواجد عسكري. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اجرى الليلة قبل الماضية اتصالات هاتفية مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي. . وجرى خلال الاتصالات مناقشة تطورات الأوضاع الجارية في اليمن والجهود والمساعي التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة والخلافات بين الأطراف اليمنية. وجدد الرئيس اليمني خلال اتصالاته ترحيبه بالمساعي التي يبذلها قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في إطار الحوار والوصول إلى نتيجة تحقن الدماء اليمنية وترضي كافة الأطراف وتخدم أمن وإستقرار اليمن ووحدته. من جانبهم أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي على وقوف دولهم إلى جانب اليمن وبما يحافظ على أمنه وإستقراره ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق الوفاق بين أبنائه. من جهته قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في اليمن اللواء المنشق علي محسن الأحمر بأن الجيش اليمني المؤيد لثورة الشباب السلمية الشعبية لا يسعى للاستيلاء على السلطة وسيبقى مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تحت أي سلطة لدولة مدنية يختارها الشعب. وأكد خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة /جمال بنعمر/ إلى اليمن الذي بحث معه جهود الأممالمتحدة الساعية إلى مساعدة اليمن في إخراجه من أزمته الحالية أنه " شخصياً لا يسعى لتسلم أي سلطة في لمستقبل" ...لافتا إلى أن " ماقام به الجيش اليمني من دعمه وتأييده لثورة الشباب السلمية جاء استجابة لنداءات الشعب للجيش في حمايته من القمع والترهيب والترويع الذي يتعرض له المعتصمون من قِبَل زبانية النظام وبعض الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري والحرس الخاص التابعة للسلطة اليمنية". وأشار اللواء الأحمر إلى أن " اليمن ستكون بخير وستنعم بالأمن والاستقرار عند رحيل النظام القائم"..منوها إلى " أن ما مرت به اليمن خلال الثلاثة والثلاثين عاماً الماضية من أزمات على شاكلة القاعدة والحوثيين والحراك هي في الأصل من صنع النظام القائم". وطمأن الأحمر المبعوث الأممي بأن " الجيش اليمني كمُكوِّن من مكونات هذا الشعب سيتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام في اليمن والمنطقة والعالم"..مؤكدا أن" الشعب اليمني بكل فئاته يراهن على دور المجتمع الدولي في إخراج اليمن من محنته الحالية المتمثلة في تسلط واستبداد النظام القائم وقمعه لشعبه ، ودعم ثورة الشباب الشعبية السلمية والضغط على النظام لتحقيق مطالب الشعب في التغيير ونقل السلطة وإقامة الدولة اليمنية المدنية الديمقراطية التي تحقق مبدأ المواطنة المتساوية وسلطة النظام والقانون والأمن والاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة والعالم".