أجرى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتصالات هاتفية مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وجرى خلال الاتصالات الليلة قبل الماضية مناقشة تطورات الأوضاع الجارية في اليمن والجهود والمساعي التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة والخلافات بين الأطراف اليمنية. وجدد الرئيس اليمني خلال اتصالاته ترحيبه بالمساعي التي يبذلها قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في إطار الحوار والوصول إلى نتيجة تحقن الدماء اليمنية وترضي كافة الأطراف وتخدم أمن واستقرار اليمن ووحدته. من جانبهم أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي على وقوف دولهم إلى جانب اليمن وبما يحافظ على أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق الوفاق بين أبنائه. ورغم مطالبة ملايين اليمنيين بتنحي الرئيس اليمني عن منصبه، ما زال صالح متشبث بالسلطة، وتحولت الاحتجاجات في اليمن إلى العنف بعد إعلان رفضه التنحي عن منصبه وتسليم السلطة إلى نائبه. وطالب ملايين المتظاهرين في أنحاء اليمن بإنهاء حكم صالح، الذي دام 32 عاما، وإجراء إصلاحات في البلاد. وذكر أحد المتظاهرين في مدينة تعز أنهم يعتزمون الاستمرار في اعتصاماتهم بعد الإطاحة بالنظام، لضمان تنفيذ إصلاحات حقيقية وتحقيق العدالة والمساواة في البلاد. وفي عدن أصيبت الحياة العامة الجمعة بالمحافظة بحالة من الشلل التام إثر الاستجابة الكاملة لدعوة العصيان المدني التي وجهها الشباب الذين يطلقون على أنفسهم «شباب ثورة 16 فبراير». وبحسب موقع «عدن الغد» اليمني الإخباري المستقل اليوم فقد دعا الشباب إلى الإضراب عن العمل وعدم ممارسة أي أنشطة اجتماعية كخطوة تصعيدية للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الحكم. وامتنعت صباحاً المحلات التجارية عن فتح أبوابها في غالب مديريات المدينة. من جهته قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في اليمن اللواء المنشق علي محسن الأحمر بأن الجيش اليمني المؤيد لثورة الشباب السلمية الشعبية لا يسعى للاستيلاء على السلطة وسيبقى مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تحت أي سلطة لدولة مدنية يختارها الشعب. وأكد خلال لقائه الليلة قبل الماضية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة /جمال بنعمر/ إلى اليمن الذي بحث معه جهود الأممالمتحدة الساعية إلى مساعدة اليمن في إخراجه من أزمته الحالية أنه «شخصياً لا يسعى لتسلم أي سلطة في المستقبل»... لافتا إلى أن «ما قام به الجيش اليمني من دعمه وتأييده لثورة الشباب السلمية جاء استجابة لنداءات الشعب للجيش في حمايته من القمع الذي يتعرض له المعتصمون من قِبَل زبانية النظام وبعض الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري والحرس الخاص التابعة للسلطة اليمنية». إلى ذلك أعلن اليمن أمس السبت عن استدعاء سفيره لدى قطر على خلفية تصريحات لرئيس الوزراء القطري. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية صباح أمس إنه تم استدعاء سفير اليمن لدى قطر للتشاور على خلفية التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في نيويورك حول المساعي والجهود الخليجية الهادفة إلى عقد حوار بين الأطراف السياسية اليمنية في الرياض، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).