يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم اجتماعاً استثنائياً في الرياض للبحث في مستجدات المبادرة لحل الازمة في اليمن بعدما اجرى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتصالات هاتفية مع قادة المجلس مستثنياً قطر. وميدانيا، جرت تجربة على العصيان المدني في عدن، تزامن مع دعوة اللواء علي محسن صالح الاحمر الى حكم مدني. وافادتت وكالة الانباء الحكومية «سبأ» بان صالح اتصل بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان، والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وعلمت «الحياة» ان الرئيس صالح أكد للقادة الخليجيين ترحيبه بالوساطة الخليجية وما تتضمنها من مبادرات تجنب اليمن تداعيات الازمة الراهنة ومخاطرها على أمن واستقرار ووحدة البلاد في اطار الدستور اليمني والمبادرات المطروحة من مختلف الاطراف. واوضح الرئيس لقادة دول الخليج، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، موقفه الرافض لما أوردته تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وانه جدد ترحيبه بالمساعي الحميدة التي تبذلها دول الخليج لحل الأزمة في إطار الحوار. وكانت الاشتباكات بين آلاف المتظاهرين تجددت في مدينة تعز امس واسفرت عن سقوط عشرات الجرحى وإصابة المئات بحالات اختناق وإغماء بسبب القنابل الدخانية والقذائف المسيلة للدموع، في حين شهدت محافظة عدن عصياناً مدنياً شاملاً هو الأول من نوعه منذ اندلاع الازمة قبل نحو شهرين، وتسبب بحال من الشلل التام لحركة المواصلات وقطع الطرقات الرئيسية والفرعية والفرعية. وكانت منشورات وزعها شباب «ثورة 16 فبراير» دعت الى العصيان المدني السبت والأربعاء، للضغط على الرئيس صالح، كي يسلم السلطة سلميا، من دون إراقة المزيد من الدماء. واستثنى بيان اصدروه المرافق الخدمية والبقالات والمطاعم والصيدليات كي لا يتسبب بمزيد من معاناة المواطنين، في ظل انعدام كثير من السلع الأساسية من الأسواق. وفي العاصمة تصدت قوات الامن لتظاهرة مناوئة للنظام في شارع الزبيري واستخدمت الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع لتفريقها جابت تظاهرة أخرى عدد من شوارع العاصمة باتجاه ساحة التغيير امام جامعة صنعاء تطالب علي صالح بالرحيل. كما شهدت أمس المحافظات تظاهرات ومسيرات ضخمة مماثلة. الى ذلك أكد اللواء الاحمر الذي أعلن تأييده لثورة التغيير أنه ليس قلقاً من اندلاع حرب أهلية وقال: «لن ندخل في حرب أهلية أبداً وسنواجه كل شيء بصدور عارية، تماماً كما الشباب في ساحة التغيير». واعتبر أن «الجيش كله مؤيد للثورة السلمية، بما فيه الحرس الجمهوري لأن أفراده من الشعب وإلى الشعب”. وقال الاحمر، في لقاء مع عدد صحافيين «ان اليمنيين تعبوا من الحروب وحان الوقت لتتسلم حكومة مدنية الأوضاع في اليمن بعيداً عن حكم العسكر»، مؤكدا استعداده للتقاعد من مناصبه العسكرية فور نجاح الثورة ورحيل الرئيس. وأضاف «لم يبق للشرعية وجود في ظل الاحتجاجات المتصاعدة في كل محافظات ومناطق البلاد والعاصمة صنعاء». وتساءل «عن أية شرعية نتحدث وصعدة والجوف ومأرب وشبوة وأبين وحضرموت وحتى صنعاء خارج سيطرة الدولة؟»، مؤكدا انه «لا بد من حكم مدني، ودولة يحكمها العدل والمساواة والفصل بين السلطات». وفي الدوحة، ردت قطر على الرئيس اليمني، واوضح رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم ان المبادرة التي قدمت لليمنيين هي «خليجية ولا توجد مبادرة قطرية «. واشار الى ان قطر لا تتدخل في شؤون اي دولة، مشددا على أن اشارته الى المبادرة الخليجية أثناء وجوده في نيويورك جاءت رداً على سؤال صحافي.