دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المعارضة للانضمام لمحادثات في المملكة العربية السعودية سعيا لإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ أسابيع وحث على إنهاء العنف بينما اندلعت اشتباكات جديدة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص آخرين على الأقل. ودعا مجلس التعاون الخليجي الحكومة اليمنية وممثلين عن المعارضة لمحادثات في المملكة في موعد لم يتحدد بعد بينما تضغط الولاياتالمتحدة على صالح كي يتفاوض مع معارضيه. وقبل صالح الذي تجاهل خطة لانتقال السلطة تقدمت بها المعارضة يوم السبت دعوة دول الخليج العربية وحث المعارضة على قبول الدعوة. وقال لأنصاره في بلدة سنحان التي ولد فيها "سنبذل كل الجهود لإعادة الأمور إلى نصابها مع الشخصيات العقلانية في أحزاب اللقاء المشترك ومع الشخصيات السياسية التي تتحمل مسؤوليتها." وكرر الدعوة إلى المعارضة للجلوس على طاولة الحوار ودعا إلى الابتعاد عن العنف. وقال مستشارون للواء علي محسن الذي انقلب على صالح في الشهر الماضي انه قبل ايضا الدعوة لمحادثات السعودية. وقال محمد الصبري المتحدث باسم الأحزاب إنها ترحب بموقف مجلس التعاون الخليجي الذي يحترم خيارات الشعب اليمني وترحب أيضا بأي جهود تبذل من أجل سرعة رحيل الرئيس صالح. ولم يحدد ما إذا كانت المعارضة ستشارك في المحادثات المقترحة. وتنظر الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة الى صالح على انه حليف محوري في محاربة القاعدة. وفي مقابل الحصول على مساعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات تعهد بمحاربة المتشددين وسمح بضربات جوية لمعسكراتهم. لكن مسؤولين امريكيين قالوا ان واشنطن صعدت الضغوط على صالح للعمل نحو خطة لنقل السلطة. واكد جيف موريل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن الولاياتالمتحدة تحث على انتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن "بأسرع ما يمكن" بينما ندد باعمال العنف الحالية التي اوقعت ثلاثة قتلى. وقال موريل للصحفيين "من الواضح ان الموقف الآن عصيب. وكلما استمر على هذا النحو ازداد صعوبة." وقال مسؤول حكومي بينما استمرت الاضطرابات ان رجال قبائل أطلقوا قذائف صاروخية على محطة كهرباء في محافظة مأرب مما ادى الى انقطاع الكهرباء في مناطق كبيرة واتهم المعارضة بأنها وراء الهجوم. وقالت وزارة الدفاع إن ثلاثة اشخاص توفوا وأصيب 15 بجروح اليوم عندما اشتبك أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع محتجين مطالبين برحيله. وقال اللواء محسن إن الاشتباك الذي وقع اليوم بين أنصار الرئيس اليمني ووحدة للجيش تدافع عن محتجين يطالبون برحيل صالح كانت محاولة حكومية لاغتياله. وأفاد بيان صادر عن مكتب محسن إن القضية بدت وكأنها خدعة لاغتيال علي محسن والوسطاء ومجموعة من شيوخ القبائل. واصدر اللواء محسن في وقت لاحق بيانا يتهم فيه الجيش وقوات الامن الموالية لصالح بانتهاج تصعيد مستمر بهدف استفزازه. وجاء في برقية دبلوماسية أمريكية نشرت ضمن وثائق ويكيليكس أن " علي محسن من المرجح أن يواجه معارضة محلية ودولية إذا سعى لتولي الرئاسة.. ويراه اليمنيون بشكل عام ساخرا ومحبا للذات." وقتل أكثر من مئة شخص منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليمن بما في ذلك مقتل 52 محتجا مناهضا للحكومة برصاص قناصة في صنعاء في 18 من مارس آذار. وأدى ذلك الحادث الذي دفع صالح لإعلان حالة الطوارئ إلى إعلان قادة عسكريين وسفراء وبعض القبائل دعمهم للمحتجين في ضربة كبيرة للرئيس صالح. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت في وقت سابق إن الولاياتالمتحدة تحث على انتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن "بأسرع ما يمكن" لكنها لم تقطع حتى الان مساعدتها العسكرية التي تعتبر حيوية في القتال ضد تنظيم القاعدة الارهابي. ويتشبث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحليف الامريكي في القتال ضد جناح تنظيم القاعدة في اليمن بالسلطة بعد اسابيع من المظاهرات العارمة المطالبة بانهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. وقتل اكثر من 100 شخص منذ بدأت المظاهرات المناهضة للحكومة تميل الى العنف الذي ادانه مسؤولون امريكيون من بينهم جيف موريل السكرتير الصحفي للبنتاجون. وقال موريل للصحفيين في البنتاجون "من الواضح ان الموقف الآن عصيب. وكلما استمر على هذا النحو صار اكثر صعوبة." واضاف "ذلك هو السبب الذي دفع الحكومة الى المطالبة بانتقال السلطة من خلال التفاوض بأسرع ما يمكن." لكنه لم يطرح اطارا زمنيا كما لم يعط تفاصيل لما يعنيه بانتقال السلطة في اليمن. وقال مسؤولون امريكيون اخرون طلبوا عدم ذكر اسمائهم إنهم يريدون ان يتوصل صالح لاتفاق مع المعارضة يؤدي في نهاية المطاف إلى تنحيه عن السلطة ولكنهم لم يصلوا إلى حد القول إن واشنطن تريد تنحيته فورا. وشملت الحملة ضد المتظاهرين قتل 52 محتجا في 18 مارس اذار على ايدي قناصة اعتلوا اسطح المباني في صنعاء. ودفع هذا الحادث الذي ادى إلى اعلان حالة الطواريء جنرالات بارزين وسفراء وبعض القبائل إلى تأييد المحتجين في ضربة كبيرة للرئيس صالح. وقال موريل إن صالح لايزال يسيطر على الجيش واكد ان القيادة اليمنية لاتزالت ملتزمة بقتال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ووصف مايكل ليتر رئيس المركز الوطني لمكافحة الارهاب التنظيم بانه اكبر تهديد للولايات المتحدة. وقال موريل "خلاصة القول هي انه رغم ما يحدث فالحقيقة هي ان صالح لايزال رئيس ذلك البلد ولايزال يسيطر على قواته العسكرية. "لا اعتقد ان هناك اي تراجع في التزام القيادة اليمنية بالتصدي لذلك التهديد. وبالتالي سنواصل تقييم ما هو منطقي بالنسبة لنا فيما يتعلق بالدعم للحكومة اليمنية." وبسؤاله عما اذا كانت واشنطن علقت مساعدتها العسكرية لليمن في ضوء الاضطرابات الحالية قال موريل "على حد علمى لم يتم تعليق (المساعدات). "نحن نراقب الموقف عن كثب. انه متغير. ونحن نتخذ قراراتنا وتقيماتنا بناء على كيفية تطوره."